17 سبتمبر 2025

تسجيل

السجل الأسود للسيسي (1)

24 يناير 2016

لم يجلب انقلاب السيسي على مصر والمصريين والعرب إلا الشؤم والتعاسة والخراب.. وهي حقيقة أثبتها المركز المصري للإعلام في الكتاب الذي أصدره مؤخرا بعنوان "السجل الأسود لحكم العسكر"، الذي يوثق الحصاد المر لحكم العصابة الانقلابية التي تجثم فوق صدر مصر والمصريين.منذ وقوع الانقلاب الغاشم ضد ثورة يناير والرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي في 3 يوليو 2013 وحتى الآن، ارتكب الانقلابيون الكثير من الجرائم، من قتل بدم بارد وحرق للجثث وتعذيب وتهجير واغتيالات وتصفيات واغتصاب وإطلاق يد البلطجية وأجهزة الأمن القمعية للفتك بمعارضي الانقلاب.حصيلة الجرائم التي وثقها الكتاب قتل 7000 مصري وسجن 50 ألفا من الأبرياء، وبلغ المعدل اليومي لقتلى السيسي وجنرالاته وعصابته الانقلابية 17 إنسانا وجرح 72 واعتقال 60 موطنا كل يوم في المعدل.أما في سيناء وهي الجرح المفتوح فإن الجرائم التي يرتكبها السيسي وجنوده هناك بلغت حدا لا يمكن السكوت عليها، ويشير الكتاب إلى إقدام الطغمة العسكرية الحاكمة على قتل 1447 مصريا سيناويا خارج إطار القانون، واعتقال 11906 سيناويا تعسفيا، واعتقال 2833 آخرين تحت بند الاشتباه، وحرق 1853 عشة للبدو، وتدمير وحرق 600 سيارة لمواطنين سيناويين، وتدمير وحرق 1367 دراجة بخارية، وهدم 2577 منزلا في رفح المصرية، وتهجير 3856 أسرة، تضم 27 ألف فرد. وهذا يعني أن أهالي سيناء يتعرضون لحرب إبادة حقيقية وعملية تهجير قسري وتطهير عرقي مما يمكن أن يصنف في خانة "جرائم ضد الإنسانية".أما عن أحكام الإعدام فأشار "السجل الأسود للسيسي" أن 1728 معارضا مصريا قد أحيلوا إلى المفتي في 33 قضية، وأن 704 أحكام بالإعدام صدرت بحق معارضين في 24 قضية، تم تنفيذ 7 أحكام بالإعدام. وبالطبع فإن نجم الإعدامات هو "قاضي الإعدامات" ناجي شحاتة، الذي أصدر حكمين بالإعدام على أكثر من 500 مصري في جلستين لم تستغرق أي منهما أكثر من 20 دقيقة.ولا تتوقف الأمور عند حدود أحكام الإعدامات بل تحولت سجون السيسي إلى "مقابر للأحياء" كما وصفتها التقارير الدولية فقد توفي 269 شخصا داخل أماكن الاحتجاز، منها 102 وفاة داخل السجون، و150 وفاة في أقسام الشرطة، و6 وفيات داخل المحاكم والنيابات، ووفاتان في السجون العسكرية، ووفاتان داخل دور الرعاية، و7 وفيات في أماكن غير معروفة، وقد توفي 304 سجناء نتيجة تعمد الإهمال الطبي ما يعد قتلا متعمدا، إلى جانب وجود 250 سجينا يحتاجون لرعاية خاصة داخل السجون وهم لا يتلقون أي شكل من أشكال الرعاية.القتل الذي يمارسه السيسي وجنرالاته وعصابته وبلطجيته وأجهزة أمنه لا يقف عند حد، فهناك أكثر من 2000 حالة قتل خارج نطاق القانون، و 80 حالة تصفية جسدية، كما تم توثيق 984 حالة تعذيب، أفضى 72 منها إلى وفيات، و78 حالة اعتداء جنسي موثقة، ونحو 1000 حالة إخفاء قسري، فهذه السلطة الانقلابية الغاشمة تعتمد كل وسائل العصابات الإجرامية من خطف وإخفاء للتخلص من معارضيها.جميع هذه الجرائم موثقة، وهي جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وكما حوسب المجرمون الانقلابيون السابقون على جرائمهم فإن السيسي وجنرالاته سوف يحاسبون على هذه الجرائم ولن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن أم قصر.