30 أكتوبر 2025
تسجيلتؤكد كافة التقارير الدولية أن مشكلة الإصابات المرورية على الطرق من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، الصحية العامة والمرتبطة بالتنمية. حيث تحصد حوادث الطرق حياة أكثر من 1.3 مليون شخص، كما يصاب ما لا يقل عن 50 مليون بجروح من جراء تلك الحوادث على الطرق كل عام حسب تقرير للأمم المتحدة.تتحمل الدول النامية والدول ذات الاقتصادات التي تمر بمرحلة انتقالية، الجزء الأكبر من هذا العبء، حيث تعد الحوادث المرورية على الطرق إحدى قضايا التنمية التي تؤثر تأثيرًا غير مناسب على الفقراء في الدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل. فعلى سبيل المثال عندما يلقى عائل أسرة حتفه أو يصاب بالعجز في حادث مروري، فإن الأسرة كلها يلم بها الفقر. وتستنزف الحوادث المرورية عادة من 1 إلى 3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي لأي دولة.لذا يحاول العالم أجمع الحد قدر الإمكان من وقوع الحوادث بالقوانين والإجراءات الرادعة، وبخلق طرق واستحداث مركبات وسيارات ذكية تساعد في عدم وقوع الحوادث، ولكن يظل العنصر البشري هو المسبب الأكبر لوقع تلك الحوادث المميتة، وهنا لا بد أن نعرف العوامل التي تؤدي إلى الحوادث المرورية، وهي:1. تجاوز السرعة المسموح بها.2. نقص كفاءة السائق. 3. نقص كفاءة وتجهيز وسيلة النقل (المركبة).4. المخالفة المرورية.5. نقص الانتباه والتركيز من السائق في الطريق والانشغال بأمور أخرى غير السواقة.6. القيادة في ظروف مناخية غير مناسبة.7. القيادة في حالات نفسية وانفعالية قوية. أما عن الحلول بالتفصيل لعلاج تلك المشكلة التي أصبحت تشكل هاجسا مخيفا للأسر، وخاصة في دول الخليج كما ذكرنا في المقال السابق فهناك نصائح عامة، مثل: * زيادة الوعي عن طريق وسائل الإعلام المختلفة.* تكثيف الدوريات على الطرق السريعة.* تشديد العقوبات على المخالفين.* إقامة المحاضرات والندوات في المدارس وخاصة الثانوية لتوعية الطلاب بأضرار السرعة.إذن نحن في حاجة إلى ما يسمى الانضباط المروري في المجتمع، وذلك حرصاً على السلامة. أيضا التوعية المرورية للجماهير أساس السلامة المرورية، لأن العقوبة ليست السبيل الوحيد لخلق المجتمع الجديد، وإنما الأساس في عملية النهوض هو شعور كل فرد بأنه يساهم في هذا البناء الشامخ المطلوب بناؤه.ولا شك إن الشعور بالمسؤولية الوطنية بضرورة الانضباط كوسيلة للتقدم والرقي، وإن هذا الانضباط يقوم على أساس القناعة الذاتية والالتزام الطوعي، ولا شك أن النجاح سيكون حليفنا بإذن الله تعالى عندما يساهم أكبرعدد من دوائر الدولة الرسمية وشبه الرسمية وجميع المواطنين في وضع حد لحوادث الطرق، لأن المسؤولية مسؤولية الجميع. وأخيراً، على الجميع التكاتف من أجل الحد من تلك الظاهرة التي باتت كابوسأ ثقيلاً وعاملاً في قطف أرواح شباب يانع هم ثروة لمجتمعاتهم وأمل لذويهم. فاللهم احفظ أبناءنا وشبابنا من كل مكروه وسوء، إنك نعم المولى ونعم النصير.