30 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قبل إخلاء الحي الصيني في "سان فرانسيسكو" ضمن إجراءات الحرب العالمية الثانية الاستثنائية في الولايات المتحدة، كتب أحد اليابانيين من سكان الحي رسالة وداع، اختتمها بعبارة مقتبسة من "شكسبير" تقول: "الفراق مثل الحزن الحلو"!وفي كتابها الوثائقي "القطار إلى كريستال سيتي" تكشف المؤلفة "جان جاربو راسل" هذه صفحة المطوية من فظائع الحرب العالمية الثانية، صفحة معسكرات اعتقال اليابانيين في أمريكا، حتى وإن كانوا من مواليد الولايات المتحدة، والتي بلغ عدد المعتقلين فيها نحو 110 آلاف نسمة، أغلبهم في معسكرات على الساحل الغربي، مع ترحيل البعض إلى اليابان.والسطر الأسوأ في هذه الصفحة هو "البرنامج السري لتبادل الأسرى" والذي يدين الكشف عنه الولايات المتحدة باتخاذها "رهائن من المدنيين بقصد مبادلتهم بأسراها العسكريين". هؤلاء الرهائن هم نزلاء المعتقل العائلي الوحيد في أمريكا إبان الحرب العالمية الثانية، والذي كان موجودا في مدينة "كريستال سيتي" بولاية "تكساس".في معسكر الاعتقال هذا، كان هناك العديد من الأسر اليابانية، والألمانية أيضا، مع عدد قليل من الإيطاليين. كان رب العائلة هو المعتقل الرئيسي عادة، لكن زوجته وأولاده عادة ما كانوا يسلمون أنفسهم ويذهبون للبقاء معه. والسؤال: لماذا يعتقل مدنيون لا جريرة لهم، من النساء والأبناء، بمنطق "هذا جناه أبي علي"؟ والإجابة أن هؤلاء كانوا يدعمون الموقف التفاوضي للولايات المتحدة، إذ إنهم يضاعفون عدد نزلاء المعتقل، وبالتالي يتضاعف عدد المعروضين على طاولة التبادل، أي أن هؤلاء، بمن فيهم من أطفال ونساء، كانوا "الاحتياطي الإستراتيجي" لتبادل الأسرى مع اليابان إذا ما انتصرت في الحرب، ولحسن حظ الجميع أن الولايات المتحدة لم تضطر إلى أن تلجأ لهذه الورقة!"القطار إلى كريستال سيتي" يسرد قصص الرجال الذين احتجزوا في الأيام التي أعقبت الهجوم الياباني على "بيرل هاربر" بناء على أوامر الرئيس "فرانكلين روزفلت" بنفي جميع اليابانيين والأمريكيين ذوي الأصول اليابانية لمناطق عسكرية، وتفاصيل الأشهر الطويلة التي مرت قبل أن تعرف أسر بعضهم ما إذا كانوا أحياء أم أمواتا، ناهيك عن معرفة مكان تواجدهم.في هذه المعسكرات، لم يعتقل البشر وحدهم، فالسيارات أيضا احتجزت، ومنع أصحابها من قيادتها. لم يكن هناك تعذيب ولا معاملة سيئة، كالتي كانت في معسكرات "هتلر"، لكنهم كانوا "سجناء" كضحايا "النازي" حتى وإن سمح لأطفالهم بقراءة القصص المصورة. كما كانوا ضحايا العنصرية نفسها التي مورست ضد "زملائهم" في ألمانيا النازية، هذه العنصرية التي بلغت ذروتها بين العام 1942، مع نقل أول فوج من المدنيين اليابانيين إلى معسكر اعتقال، والعام 1946 عندما أغلق آخر معسكر للاعتقال وأفرج عن نزلائه، الذين عادوا ليجدوا منازلهم محطمة، وجدرانها موشومة بعبارات السباب والإهانة التي كتبها جيران، كان عليهم أن يعودوا لمواصلة الحياة بينهم!