17 سبتمبر 2025
تسجيلوعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا اللهم إني آمنت بك ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.. قال لي أحد الذين منّ الله عليهم بالهداية وأنقذه من ضلال مبين: "مرّت عليّ سنون عجاف، أشبه بسنوات التيه، سنوات ست من الإلحاد في وجهة الإله، عشت بعذاب نفسي ليتطاول العذاب جسدي الضعيف، إلى أن جاءت المعونة الإلهية لأقطع شكي ذاك بالإيمان التام". فأثارت حالته ذاكرتي، ومرّت بذهني حالة الشك التي اعترت الغزالي والتي أوصلته إلى المعرفة واليقين وهو ما يسمى بالشك المنهجي. وقد شرحت وجهة نظري بعد شهادتي وتبياني بإيماني التام بكل ما أُنزل وتسليمي المطلق بالله، وها أنا أطرحها بعد تعديل وتنقيح وتبسيط.. فاستواء العرش فوق سماواتٍ سبع، ومن تحتها أراضين سبع على سطحها بنو البشر، عباد يعتريهم من القصور والنقص مايعتريهم، عرش لا ينبغي إلا لمن هو كامل، والكمال لا ينبغي إلا لله - عز وجل -. فالكامل وحق له الكمال ومن فوق عرشه مطلع على ذنوب جمة، ورقيب على قصور عظيم، ونقص خطير، ومصائب جسام، تحتاج إلى ستر عظيم، وحلم أعظم، والله خير ساتر وهو الحليم العظيم.. ولا يسَعني إلا أن أردد.. إلهنا، كيف يناديك في الصلوات من يعصيك في الخلوات لولا حلمك..!! إلهنا، كيف يدعوك في الحاجات من ينساك في الشهوات لولا فضلك..!! ولكن عجبي من أولئك المتألهين، الذين بنوا من ذنوبهم وأخطائهم وقصورهم أبراجاً، فتسلقوا تلك الأبراج واتخذوا من على قمتها مستقراً ليكشفوا ستر الآخرين، ويظهروا نقص وقصور البشر، متناسين أن تلك الأبراج التي اعتلوها لم تُنشأ إلا من ذنوبهم وعيوبهم..!! عجبي من أولئك المتألهين، الذين تغافلوا عن عيوبهم بعيوب غيرهم من أبناء آدم..!! ولكأن ذنباً لم يُرتَكَب، ولكأن قصوراً لم يُحتسب عَجبي عَجبي أوتلك العين الناقدة لا تسأم..!!؟؟ أم أن ذاك البنان الذي يُشير إلى عيوب الآخرين لا يتعب..!! أم أن تلك الضلوع لا تشعر بِعظم الذنوب التي يرتكبها صاحبها فترجع وتستغفر لنفسها بدلاً من إحصاء عيوب الغير..!! أقولها ولا أُبرئُ نفسي، ولا أقول إلا كما قال الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز: "و أيم الله، إني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحدٍ من الذنوب مما أعلم عندي ولكني أستغفر الله وأتوب إليه"