08 نوفمبر 2025

تسجيل

أيها اليمنيون.. اعشقوها

24 يناير 2012

رحل الرئيس.. حمل حصانته الكاملة وغادر.. وقبل أن يستهل رحلته العلاجية الى الولايات المتحدة الأميركية قال كلمته التى يجب أن يتدارسها الشعب ومن أراد له أن يتنحى عن حكمه (سأغادر هادئاً ولذا على من يفكر بمصلحة هذا الوطن أن يعيد له هدوءه أيضاً.. على عبدالله صالح سيعيش فى نهاية الأمر ممتناً لكل من وقف الى شرعيته كرئيس ومواطن يمنى لكن الخوف كل الخوف على هذا الوطن الذى لا تزال بعض أحيائه تحت صخب وضجيج من عليهم أن يعودوا الى منازلهم ويبنوا بلادهم كما أرادوا ولا يزيدوها خراباً فوق الخراب)..ربما أجهض الرئيس على صالح أطماع وأحلام الكثيرين ممن كانوا يودون لها نهاية غير التى خرج بها متنعماً بحصانة كاملة من أى ملاحقات قضائية وباقرار كامل من مجلس النواب وبحسب أيضاً ما تضمنته المبادرة الخليجية التى وقع عليها الطرفان من الحكومة والمعارضة فمن المؤكد ان البعض جاهر بأنه ينتظر أن تتم محاكمة (صالح) أو أن ينتهى به المطاف تحت أسنة الثوار كما كانت النهاية المحزنة والمخزية (لبهلوان) العرب معمر القذافى رحمه الله باختلاف صغير هو أن الليبيين كانوا يحملون شعار (الثورة) والآن تسيطر عليهم (ثوارة) الأطماع الشخصية فى الاستيلاء على بعض الارث السائب الذى يظنون بان لا صاحب له بعد الانفلات الأمنى والحكومى على بعض المقاطعات بينما فى المقابل ما حدث فى ساحة التغرير اليمنية هو (هيصة) غير مقننة انتهت الى اعتبار ان الجارى هو مجرد خلاف قديم يتوقد مع كل صيحة مستنكرة بين الحكومة والمعارضة وعليه ولدت المبادرة الخليجية وتوقعت وخرجت حكومة الوفاق الوطنى وأصبح عبد ربه منصور رئيساً مؤقتاً شرعياً وبات باسندوه رئيساً للوزراء مع بقاء على صالح رئيساً شرعياً حتى أواخر شهر فبراير القادم لكنه فضل المغادرة قبيل اجراء الانتخابات فى نهايات الشهر المقبل ونأى بنفسه وباسمه فى الدخول الى معترك حقل ألغام شائك تمثله الانتخابات وليفعل اليمنيون ما أرادوا أن يفعلوه و.. يهدأوا..نعم عليهم أن يخرسوا الأصوات الداعية حتى الآن الى قلقلة أمن البلاد والعباد ومن تستهويهم مظاهر الانفلات الأمنى والعبث بالطرقات وبأرزاق الناس فى عيشهم وأمنهم.. اليمن اليوم ليست يمن على صالح ليستمر هؤلاء فى غيهم وعبثهم كما انها ليست يمن سنة كاملة من الصراخ والعويل والافتراءات وأيام جمع طغت عليها مظاهر تخدم كل طرف وتسعى لتحقيق أهدافه..عليهم أن يتطلعوا اليوم الى يمن جديد متوهج بسواعد أبنائه السمراء دون أن يقف طامع فى الوسط يفرض على الجميع ما يريده لنفسه كأبناء الأحمر الذين يجب أن يستأصل اليمنيون أنياب سمهم نتيجة اللعب على جميع الأطراف ودورهم الذى تقلص كثيراً أمام قرار الحصانة الكاملة التى تمتع بها الرئيس اليمنى فى هزيمة معنوية كبيرة ألحقها الأخير بأعدائه!..انهضوا بالوطن ان كانت بالفعل ما أسميتموها ب (الثورة) تهدف فى الواقع الى بناء يمن حديث بشعبه قبل حكومته.. فالذى يتتبع حال الشعب يرى انه بجامعاته العريقة يستطيع اخراج أجيال تؤمن بأن للانسان اليمنى قيمة ليصبح للريال اليمنى قيمة هو الآخر لأن الفرد هو من يصنع للمال مركزه وليس العكس..لهذا كان أول تحد للمواطن اليوم أن يعدل من قيمته ويزيد من أسهمه كشخص يجب أن يساهم فى بناء أرض باتت اليوم بأمس الحاجة الى أبنائها المخلصين ممن يجب أن تنصب أطماعهم لها وليس عليها!..أما (علي) فله رب يحميه وهو القادر فعلاً على أن يصل باليمن الى بر خالٍ من أوبئة الأطماع المتربصة به اذا ما انتصر هذا الشعب على نفسه أولاً ولذا كل ما على شعب اليمن فعله حقيقة هو أن يروا وطنهم بعين أخرى غير التى كانوا يوجهونها الى القصر الرئاسى وأن يتذكروا أن على صالح يحمل الجنسية اليمنية ان غادر فانه حتماً سيعود ولا يستطيع أحد أن يسحب هويته منه التى أسس جُلـَّها فى تحقيق مشاريع وطرق ضخمة فجرت بطون الجبال الراسية وهو ان كان قد أخطأ فى حق الكثيرين ولم يسامحوه فان الملايين قد أخطأوا فى حقه وهو قد سامح!. فاصلة أخيرة: هذا رأيى ومن حق الآخرين أن يقولوا ما يريدون.. كنتُ مع الشرعية الدستورية لليمن ومازلت مصممة ان ما نجح فى مصر وتونس وليبيا وفشل مؤخراً للأسف نتيجة الملحقات التخريبية التى تجرى الآن لم يكن لينجح فى اليمن الذى انتهى به المطاف الى حوار وتوقيع الذى أتى متأخراً رغم مناشدتنا له فى وقت مبكر!.. أيها اليمنيون اعشقوا يمنكم ولا تسلموها لذمة الله!