17 سبتمبر 2025
تسجيلفي الأسبوع الماضي أقامت مدرسة الإيمان الثانوية المستقلة للبنات مؤتمراً للبحث العلمي تحت مسمى "مؤتمر مركز الشيخ علي بن سعود للبحث العلمي" وفي الحقيقة كعادتها مدرسة الإيمان تتحفنا دائما بما هو مفيد ومتميز فقد كان المؤتمر شاهداً لأنشطة ومحاضرات وورش عمل كلها تنصب في مصلحة الطالبات والمعلمات وبشكل عام المجتمع بجميع فئاته المختلفة. وقد استفدت شخصياً من حضوري هذا المؤتمر الذي استقطب كبار العلماء والمفكرين والاختصاصيين بالبحث العلمي الذي كانت لي الفرصة الذهبية لمناقشتهم والاحتكاك بهم والاستفادة من خبراتهم، خاصة ما تقدم به الدكتور صالح أبو نحلة عن كيفية كتابة البحث العلمي على أسس علمية، وكذلك للمحاضرة القيمة التي تقدمت بها الدكتورتان الجميلتان المتميزتين "غادة سلامة ومشهد فاحص" من جامعة تكساس ARM عن بحوث الهندسة والشرح الدقيق المصاحب بالتجربة العملية للبروفيسورة الدكتورة إلهام القرضاوي عن التطبيقات العلمية لدرجات الحرارة المنخفضة، وكنت أتمنى لو كان وقت المحاضرة أطول قليلا مما كان عليه، وأن تكون المناقشة في نفس فترة كل محاضر حتى تزيد المعرفة وعدم فقدان المضمون ولو أنني استفدت من فترة "الاستراحة" للمناقشة والحصول على أكبر قدر من المعلومات. وقد تطرق المؤتمر إلى محاضرات علمية أخرى قيِّمة تختص بالبيئة والصحة النفسية وغيرها من ورش العمل المختلفة وقد أعجبني جداً إشراك طالبات من المدرسة في إعطاء المحاضرات، وهذا اعتبره إنجازاً يحسب للمدرسة، حيث تتعود الطالبات على مثل هذه الأجواء وتختلط بالعلماء ويتعلمن منهم ويتعرن على أخطائهن ويكنّ متمكنات وواثقات من أنفسهن وقدراتهن العلمية لكي يقدمن الأفضل بعد تخرجهن. وهناك تكريم آخر قد فعلته المدرسة حينما أشركت خريجات منها سابقات في أعمال المؤتمر.. وهي مشاركة إيجابية وتكريم لخريجات المدرسة وبيان مدى حرص المدرسة عليهن حتى بعد التخرج. وقد كانت المشاركة واضحة للطالبات بكل اقتدار سواء في التنظيم والاستقبال أو المشاركة في عمل لجان المؤتمر المختلفة ونتائجه، انعكست عليهن، وقد تألقت مذيعة المؤتمر الطالبة فاطمة الخليلي واتضح عليها الجرأة في الطرح والثقة بالنفس ويتضح أكثر من ذلك لما تتعلمه الطالبات خلال مادة الإعلام التي تعطي لهن ضمن المواد الاختيارية بالمدرسة. وقد كان للمؤتمر ورقة عمل – من بين أوراقه-مختلفة عن المعتاد وهي تسليط الضوء على صرح معماري فني جميل ألا وهو متحف الفن الإسلامي بالدوحة وربط العلاقة بينه وبين تحقيق رؤية سمو الأمير في هذا المجال، واعتقد أن ذلك هو مزج بين ما هو واقع ملموس واستراتيجية بعيدة المدى في تحقيق رؤى سمو الأمير قائد الوطن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه جاء ذلك بتقديم مبدع للمحاضرة طالبة المدرسة نورة النعمة. ولقد تضمن جدول الأعمال كل تنوع فعال وهادف يلبي كل الطموحات، فهذا النوع من المؤتمرات أو الفعاليات هو ما تحتاجه المدارس فهو عامل تنموي للمجتمع وإثراء معرفي ومشاركة إيجابية لطلاب المدارس عماد المستقبل. لقد تعرفنا في "الإيمان الثانوية" على أهمية البحث العلمي وطرقه وأسبابه مما قد يشجع كل باحث للتطوير والاستنتاج وهو ما تحرص عليه قيادتنا الحكيمة وتشجعه وهنا أسجل بكل فخر وإعجاب عبارة سمو الشيخة موزا بنت ناصر حين قالت: "يجب أن تكون هناك عولمة وحرية وديمقراطية للبحث العلمي" وما قامت به هذه المدرسة إنما هو جزء من تطبيق تلك العبارة السامية، فالطريق مفتوح لكل المؤسسات العلمية بتبني هذا المبدأ والعمل على أساسه. كل الشكر والتقدير للأستاذة فوزية أشكناني صاحبة الترخيص ومديرة المدرسة على هذا التميز وعلى نجاح المؤتمر وإلى المزيد من التطور والتألق للعملية التعليمية في دولتنا الحبيبة.