19 أكتوبر 2025
تسجيلتعتبر ظاهرة الاحتراق النفسي من أكثر الظواهر النفسية والاجتماعية تعقيدا، والتي احتلت مكانا كبيرا في الوقت المعاصر، وهذه الظاهرة لا تتم بشكل مفاجئ، وإنما تحدث بشكل متدرج ففي بداية الأمر يكون الفرد في كامل الرضا عن العمل الذي يقوم به، ولكن عندما لا يجد ما يتناسب معه في القيام بهذا العمل تبدأ نسبة الرضا بالانخفاض بشكل تدريجي، ثم يبدأ الفرد العمل بكفاءة عادية، وتقل نسبة إنجازه للعمل، ويبدأ الشعور بالإرهاق البدني والذهني، ويزداد هذا الشعور شيئا فشيئا، حتى يصل إلى الفرد إلى أعلى درجات الإحتراق النفسي، ويظهر هذا بشكل ملاحظ في سلوكياته، وحالته النفسية بشكل في غاية السوء والخطورة حتى يصل الفرد في نهاية الأمر إلى مرحلة الانفجار النفسي. ومن ضمن الأسباب التي تؤدي إلى الاحتراق النفسي عدم وجود التكيف بين الإنسان وطبيعته الشخصية وبيئة العمل المحيطة به، وكلما ازداد هذا الشعور بعدم التأقلم، ازدادت نسبة حدوث الاحتراق النفسي نتيجة تواجد الفرد في هذه البيئة التي يعمل بها، وأن أساس أسباب الاحتراق النفسي تتضمن الكثير من الظروف الاقتصادية والأساليب الإدارية المستخدمة في تنظيم العمل. ومن بين الأسباب أيضا عدم التقدير أو قلة التحفيز، وذلك يظهر عندما يقوم الموظف بآداء الأدوار والمهام التي تطلب منه، ويبذل الكثير من الجهد من أجل تحقيق الأهداف والنتائج المطلوبة منه، مما يتطلب من هذا الموظف الكثير من الوقت، ولا يجد مقابلا سواء كان هذا المقابل من الناحية المادية أو المعنوية، كما يؤدي الإحتراق النفسي إلى الشعور بالاكتئاب والملل والكره الشديد للعمل. وللوقاية من الاحتراق النفسي يجب أن يعيش الفرد في بيئة متوازنة من كافة الجوانب النفسية والبدنية والاجتماعية وأن ينال الفرد قدرا كبيرا من الإسترخاء الذهني للتخلص من كافة الانتهاكات النفسية التي يتعرض لها. ومن أهم العوامل التي تساعد الفرد على الوقاية من الاحتراق النفسي أن يكون لديه العديد من الصداقات التي تقدم له العون والمساعدة، وتساعده على إدارة حياته بشكل جيد. كما أنها تساعده على تخطي كافة الصعوبات، والضغوطات التي يتعرض لها في حياته الشخصية بشكل عام، وفي العمل بشكل خاص.