29 أكتوبر 2025

تسجيل

هل تسير تعز على خطى حلب؟

23 ديسمبر 2016

رغم الأهمية الإستراتيجية لمحافظة تعز اليمنية إلا أنها ظلت رهنا لمؤامرات ظالمة وحصار جائر من مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع على عبد الله صالح، وتنازع قواها السياسية على حصصها من المناصب وعدد المجندين في الجيش الوطني، أضف إلى ذلك نظرة العديد من الأطراف الدولية خصوصا من دول التحالف العربي إلى بعض فصائل المقاومة بعين الريبة ووضع قضبان حديدية في عجلات آلياتها المقاومة، الأمر الذي خلق حالة من التردي العسكري والمعاناة الإنسانية التي حولت كل سكان تعز إلى فقراء يبحثون يوميا عن ما يسد الرمق. رغم إدراك الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي لأهمية تعز الإستراتيجية، حيث تتوسط بين الشمال والجنوب وهي بوابة السيطرة على صنعاء كما هي بوابة إعادة سيطرة الانقلابيين على عدن، إلا أن الموقف على الأرض لا يعبر عن وعي حصيف بأهمية تعز وقوة أوراقها السياسية والسكانية والجغرافية في وضع نهاية لحكاية علي بابا والأربعين حرامي، حيث أصبحت الحرب في اليمن لا تخرج عن تفاصيل هذه الحكاية الأسطورية.كان على الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يقتنص لحظة تاريخية من الدعم العربي والدولي لترسيخ شرعيته على الأرض، خصوصا في تعز، لكن استسلامه للضغوطات الدولية والفزاعات المحلية والإقليمية جعلته يدافع وحيدا عن شرعيته بعد أن صادرتها خطة ولد الشيخ أحمد وبموافقة كل دول الرباعية، وها هو اليوم يطالب المبعوث الأممي بتعديل الخطة لكي تتفق مع منطوق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 وإن أبدى في آخر اجتماع للرباعية قبل أيام في الرياض وبمشاركة سلطنة عمان، بعض الاستجابة لاستغاثات هادي، لكن لا يبدو أن الأمور ستسير لصالح شرعيته ما لم يعزز ذلك بانتصارات عسكرية تبدد ضغوط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يريد أن ينهي تاريخه في إدارة الرئيس باراك أوباما عبر إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية ولو اقتضى الأمر جعل هادي ومن يؤيد شرعيته طرفا غير ذي أهمية في التسوية السياسية النهائية.ولجعل القناعات الأمريكية واقعا يحشد الحوثيون والرئيس المخلوع كل قواتهم ويدفعون بتعزيزات كبيرة لكي تسير تعز على خطى حلب ليقف الجميع على حقيقة أن مرحلة ما قبل السيطرة الكلية على تعز مختلفة تماما عن السيطرة على كل مديرياتها وطرد كل المتعلقين بكرامات هادي وقوات التحالف العربي، هذا السيناريو سيحدث لا محالة إذا لم تلجأ الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي إلى إستراتيجيات حاسمة تتجاوز الضغوطات التي تجاوزتها من قبل عاصفة الحزم في أيامها الأولى، وما لم يحدث هذا التحول الإستراتيجي في طرق التفكير وإدارة العمليات العسكرية، فإننا سنردد مقولة "كأنك يابو زيت ما غزيت "، وستتعزز مخاطر جيوإستراتيجية طالما حاولت أطراف إقليمية كبحها.