16 سبتمبر 2025
تسجيلفي حياة كل منا لحظات خالدة لا تنسى تحفر في قلبه بمداد من نور وبحروف من ذهب وهذه اللحظة التي أحكي عنها هى لحظة ترجل سمو الأمير المفدى الزعيم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله ورعاه في اليوم الوطني وأخذ يسلم على شعبه، مواطنين ومقيمين بابتسامة محب وبعيون أب حنون يطمئن على من يعولهم، ساعتها وجدت عاصفة من الحب تحاصرني الجميع يهرول إلى مكان واحد، حيث يمشي سموه يمد يده ويصافح الجميع. وبينما وقفت أدعو من كل قلبي لسموه بالصحة والعافية وطول العمر رأيتها تجري، تنادي يا طويل العمر، يا شيخ يا شيخ حمد أوقف ابي أسلم عليك كانت سيدة تقترب من الخمسين فوق خديها دموع تنهمر وعلى وجهها مظاهر حب للقائد والزعيم ولما رأت سموه يغادر المكان وقفت تودع سيارته وهي تكرر نفس الجملة "ارجوك أوقف يا سمو الأمير" قالتها بمزيج من المحبة والدموع تنهمر على وجهها وهي تجري حتى كادت أن تسقط على الأرض وجدتني اقترب منها وأمسكت بها وأهدئ من روعها وأعرف سر بكائها في هذا اليوم المبهج الذي فرح فيه كل من يعيش على هذه الأرض، وثرى قطر الطيب الطاهر، جلست المرأة بالقرب من الكورنيش بعد أن فقدت الامل بوصولها لسموه، وغلبني الفضول لأعرف سبب بكائها الشديد وجلست لتحكي لي قصتها بعد أن عرفتني وعرفت أني تلك الكاتبة التي تقرأ لها من حين إلى آخر في الشرق عن المرأة والأسرة والمجتمع وكيف أننا جميعا نطمح إلى أن يكون وطننا أكبر وأعظم وطن في الدنيا كلها. قالت انها ابنة لتاجر من تجار السوق الأولين ولد وعاش في قطر التي عشقها حتى الرمق الأخير من حياته وانه لظرف ما لم يحصل على جواز قطر مثلما حصل عليه أبناء قبيلته بل وإخوانه وأولاد عمومته الذين يقفون الآن أمام عرضتهم يرزفون تغنيا بالوطن وقائد الوطن ومن ثم هي وإخوانها الذين ولدوا جميعا وأبصروا النور على عشق الوطن الذين يحملون الوثيقة القطرية، رغم كل هذا الحب والانتماء الذي يملأ قلوبهم وقالت: انها تزوجت من قريب لها هو الآخر مثلها يحمل وثيقة قطرية وصار أبناؤها مثلها من حملة الوثائق القطرية وهكذا وصلنا إلى الجيل الثالث الصغار الذين أصبحوا على مشارف الجامعة ولا يفهمون ولا يعرفون غير قطر وطنا مهدا ولحدا. ونظرت المرأة وقالت: ان الله اعطانا من خير هذه البلاد ما يكفينا وأنا لم أعد أحلم بشيء فما فات من العمر أكثر مما سيأتي ولكنني كنت أود أن أسلم على سموه حفظه الله وأحمله أمانة صغاري وأن ينظر في أمرهم بقلبه الرحيم المحب وخاصة بعد أن أصبحت لهم الأب والأم، لا أريد من الدنيا شيئا سوى أن يشعروا بالأمان والاستقرار في هذا الوطن الذي عشقوه وأحبوه ولا يعرفون وطنا سواه، وقالت لي: أخاف أن أموت فيكون مصيرهم مجهولا وأحلامهم مبتورة. وبكت وقالت: لو أبعدوا عن هذا الوطن لأي سبب أين سيذهبون؟؟ وماذا يفعلون؟؟ وهم على مشارف الحياة العملية، حيث ان ابنتي الكبرى في الجامعة ولا يعرف سوى قلة قليلة انها تحمل وثيقة قطرية، فالجميع يظنونها مواطنة شأنها شأن زميلاتها وولدي في المرحلة الثانوية وقد غرست فيهم حب الوطن وعشق ترابه وابنتي في المرحلة الاعدادية. الحقيقة لم أعرف ماذا أقول لها، بل دموعي انهمرت حين سماعي لقصتها ولكنني وعدتها أن اكتب عنها وعن أي قصة مشابهة لأن قطر الخير قطر العطاء والمحبة والأمن والأمان لن تتخلى عنها وعن صغارها وأبو مشعل الكريم لن يبخل عليها وعلى مثيلاتها بهويتها التي تجري في دمائهم. قطر التي عم خيرها القاصي والداني قطر التي كسرت قيود الظلم والظلمة وأطلقت الربيع العربي ستطلق البسمة على وجه تلك السيدة وأبنائها وكل من هو على شاكلتها وكل من يحمل حملا ثقيلا تنوء به الجبال، لن أنسى كلماتها قبل أن تغيب مع الجموع التي كانت تغادر مكان الاحتفال إنني لا أنام وأخشى المرض حتى لا أترك عيالي يواجهون مصيرا مجهولا، وقالت لدي يقين أن الفرج سيأتي من وجه الخير أمير الحرية أمير العدل والمحبة سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه وأخذت تدعو له بالصحة وطول العمر. والحقيقة انني لا أجد كلاما بعد كلامها ولا تعليقا يليق بحكايتها سوى اننى أيضا كلي أمل أن تنظر حكومتنا الرشيدة الموقرة بعين مملوءة بالرحمة إلى تلك الفئة التي تعيش على الأمل وجمر الانتظار لسنوات طويلة دون بارقة نور تلوح في الأفق. ولله القصد وهو يهدي السبيل وسلامتكم.