15 سبتمبر 2025

تسجيل

تذكروا.. هذا العيد ليس لنا !

23 نوفمبر 2015

ربما بات لزاماً علي أن أكتب دائماً عن هذه الظاهرة قبل أيام من دخولنا الشهر الأخير من السنة وربما بل أصبح من المؤكد أن علي أن أكتب وعلى المعنيين أن يتجاهلوا كل هذا الأمر مادامت العولمة التي أتحدى أي إنسان أن يعطيني تعريفاً محدداً لها تعيش بيننا وتجبرنا على مجاملة أصحابها الذين يعنيهم بالمقام الأول أن تقام مثل هذه الاحتفالات بيننا نحن المسلمين الموحدين لله فبعد أيام ستعلق الزينة !.. النجوم والكرات المضيئة وسيعتمر الكثيرون القبعات الحمراء وسينتظرون العد التنازلي لرحيل عام 2015 تماماً كما كان الحال في وداع السنين الراحلة.. بينما سيشد آخرون الرحال إلى أوطانهم لمشاركة أهاليهم (عيد الكريسمس) كما سيُعطى العمال غير المسلمين من المسيحيين إجازة نصف يوم وستتعطل الدراسة الجامعية لدينا والأنشطة الرياضية التي يعمل بها منتسبون أجانب وذلك للاحتفال بهذا العيد النصراني الذي نحرص كمحلات وفنادق ومجمعات ومنتجعات على تنظيم برامجه وإشاعة جوه وألوانه وربما صيحاته حينما تنتحر الثواني المعدودة وهي تهوي إلى قعر التاريخ ويبرز عام 2016 محملاً بوصايا من سابقه بأن يحقق للعالم ما عجز هو عن تحقيقه هو ومن سبقه أيضاً !.. وأنا هنا لست في حديث متكرر عن حرمة إقامة مثل هذه البدع على أرضنا وكيف طغت طقوسها على قيمنا الإسلامية التي باتت اليوم تعاني بعض التغريب لامتزاج مفاهيم العولمة والحداثة علينا كما أنني لست في مقام التحذير الذي يرد على ألسنة الكثيرين من الحريصين على إبقاء مبادئ الإسلام وقيم العروبة الأصيلة بيننا وبين شبابنا الذي انجرف منه نحو هذه العادات السيئة التي ساعدت ( بحبحة ) المجتمع على انتشارها وكأنها إلزام علينا تقبلها وقبولها بينما نواجه باحتياطات قانونية وأمنية لأعيادنا الإسلامية في دول الغرب!.. كل هذه الأمور لم تعد تلفت نظر الكثيرين ونظر من بيده الحل والعقد والذي يكون صاحب القرار في إجازة أو منع كل ما يمكن أن يطمس الهوية الإسلامية التي ولله الحمد ترتفع أسهمها على مستوى الأفراد ولا يمكن أن يؤثر عليهم ما يريده بعض هؤلاء لكنني اليوم في حالة من التفكر كيف تمضي بنا الأعوام دون أن نشعر وكأن عام 2015 مضى منذ يومين فقط!.. التفكر بأن هذه الأيام تجري وجرت في الواقع بأعمارنا وأنه لا يجب أن نفرح بهذا لأن زيادة العمر هو في الحقيقة نقص فيه وهذا يأخذ من شبابنا وقوتنا وقدرتنا على التعاطي في هذه الحياة.. نقص يجعلنا أكثر وعياً بأننا أقل همة في تلبية أوامر الله وأن هذا النقص هو أسرع طريق يوصلنا إلى قدر محتوم مختوم بنهاية الأجل!.. ويجب أن يكون عيد الكريسمس هذا الذي نصر على ترجمة مباهجه وأفراحه بيننا هو جرس إنذار بأننا في توديعنا لسنة راحلة هو في الواقع موت سنة من أعمارنا لم نستدرك فيها ما فاتنا من السنة التي قبلها وأننا نمضي بنفس الاستهتار الذي يجعلنا نودع عاماً ونستقبل آخر بمنتهى البلادة وعدم الإحساس!.. فمن عليه أن يصدق أننا سندخل الشهر الأخير من هذه السنة وأننا مقبلون على سنة جديدة لم يتغير فيها حال الأمة وحال أنفسنا قيد أنملة بل إن الوضع ازداد قسوة وسوءاً وفُرقة وهماً وكدرا؟!..من الذي يمكن أن يستوعب أن عاما جديدا سيحل علينا ورغم السماء التي ستتحول لشموس مضيئة من كثرة الألعاب النارية التي ستضيء العالم لولادة هذا العام يجب أن يشاع نوع من الحزن لأن هذه الولادة تتمخض من رحم مات للتو ؟!.. وصدقوني إنني ولأول مرة أحزن من أننا لا نتعلم من الإصرار على مشاركة النصارى أعيادهم هذه رغم أننا الأولى والأقدر على مدارسة ودراسة ماذا تعني الولادة من خاصرة منهكة متعبة حبلى بكل الأحداث الدامية التي وقعت على عالمنا العربي والإسلامي بالذات !.. فبالله عليكم كيف نفرح لولادة طفل ميت ؟!.فاصلة أخيرة:بين الموت والولادة فترة يمكن ألا تتعدى جزءاً من الثانية .. فليس كل مولود يعيش!