30 أكتوبر 2025

تسجيل

محاربو التعليم عن بعد

23 نوفمبر 2014

كل دول العالم تستثمر طاقاتها ومواردها لمحاربة الأمية من جهة والارتقاء بمستوى التعليم من جهة أخرى، فتنبى المدارس وتنشئ الجامعات وتسن القوانين لتسهيل انخراط الناس في التعليم والتحصيل الجيد منه بما يلائم احتياجات الوطن في كافة مجالاته.ومن التعليم ما هو نظامي اعتيادي يلائم فئة من الراغبين في التعليم ومنه ما هو انتساب ومنه ما هو عن بعد وإلكتروني، ويعني هذا النظام بصفة عامة نقل التعليم إلى المتعلم وهو في موقع إقامته أو عمله بدلاً من انتقال المتعلم إلى المؤسسة التعليمية ذاتها، وبنفس الجودة والقيمة العلمية، وعلى هذا الأساس يتمكن المتعلم أن يزاوج بين التعلم والعمل إن أراد ذلك، وأن يكيف المنهج الدراسي وسرعة التقدم في المادة الدراسية بما يتفق مع الأوضاع والظروف الخاصة به.ويعرف التعلم عن بعد بأنه عبارة عن نظام تعليمي الكتروني يقوم على فكرة إيصال المادة التعليمية إلى المتعلم عبر وسائط أو أساليب الاتصالات التقنية المتطورة والمختلفة، إذ يكون المتعلم بعيداً، ومنفصلا عن المعلم أو القائم بالعملية التعليمية من حيث المكان فقط وليس في جودة التعليم، وان هذا النوع من التعلم يتم عندما تفصل المسافة الطبيعية ما بين المتعلم والمعلم أو القائم بالعملية التعليمية خلال حدوثه.أما أهداف التعليم عن بعد كما تذكر الدكتورة ناهدة عبد زيد الدليميفهي: —1 — إيجاد الظروف التعليمية الملائمة والمناسبة لحاجات المتعلمين من أجل الاستمرار في عملية التعلم.2 — يساعد في تقديم المناهج الثقافية للمتعلمين كافة وتزويدهم بالمعرفة.3 — مضاعفة فرص التعليم لشرائح معينة وفئة في أمس الجاجة الى أن يرتقوا بمستواهم التعليمي ويصعب عليهم السفر والغربة او الحضور لساعات كثيرة في الحرم الجامعي مثال للنساء وربات البيوت، وملتحقي السلك العسكري، مسايرة التطورات المعرفية والتقنية المستمرة، الإسهام في محو الأمية وتعليم الكبار.4 — تلبية حاجة المجتمع إلى المؤهلين وفي التخصصات المختلفة ودعم الاستقرار في المجتمع، وتوفير فرص الدراسة والتعلم المستمر لمن لا تسمح لهم قدراتهم أو إمكانياتهم عن مواصلة التعلم.5 — توفير فرص التعليم العالي والتدريب في مختلف مجالات المعرفة والعلم والثقافة.6 — تساهم في تمكين الطلبة من الدراسة متى يريدون ذلك، فضلاً عن تمكينهم من الدراسة والعمل في آن واحد.7 — الإسهام في إعداد الأفراد الذين يمتلكون المعارف والمهارات والقدرات.8 — توفير المناهج التعليمية التي تلبي متطلبات سوق العمل وخطط التنمية.ذكرت ذلك للتذكير بأهمية هذا النوع من التعليم الذي يلائم من لم يستطع دخول الجامعات ومن لا يستطع ترك عمله ومن فاته قطار التعليم العالي اصلا ويريد اللحاق به لتحسين وضعه الوظيفيولكن هناك في وطننا للأسف من يحاربون هذا النوع من التعليم الذي لا يكلف الدولة شيئا بل يساهم في ارتفاع مستوى تعليم الافراد وتنمية مهاراتهم وإرفاد سوق العمل بتخصصات يحتاجهاومؤخرا وصلتني شكوى من طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل بخصوص إغلاق مفاجئ لمقر اختبار الجامعة الذي كان يٌعقد في مؤسسة قطر للتربية والتعليم وتنمية المجتمع (قطر فونديشن) فبرغم انه لم يتبق للبعض من الطلاب سوى ثلاثة كورسات لتحقيق أحلامهم وتخرجهم ونيلهم لشهادة البكالوريوس.مع العلم أيضا ان بعض التخصصات الموجودة في جامعة الملك فيصل لا توجد في جامعة قطر، مثل تخصص التربية الخاصة، صعوبات التعلم وهو مطلوب في الدولة وبشكل كبير.وصدمة الطلاب كانت كبيرة وعظيمة بقرار إغلاق مقر الاختبارات، ومفاجئة لهم وبدون إنذار سابق أو تميهد بالإغلاق، حيث أرسلت لهم الجامعة اعتذارا عن عدم توفير مكان لأداء الاختبارات في دولة قطر، رغم توافر أماكن مماثلة في كل دول الخليج.والسؤال الآن: من وراء التضييق على هؤلاء الطلبة، ومنهم سيدات ولديهن أطفال وهناك موظفون لا يستطيعون ترك أعمالهم ولا أظن أن حجة عدم وجود مقر هي السبب.إنني ومن خلال مقالي هذا ونافذتي الخاصة التي من خلالها أطل على قرائي فهي أيضا تعبر عن آرائهم ومن خلالها أحل بعض مشاكلهم لذا أطالب أن ينظر المجلس الأعلى للتعليم بعين المحبة لهذا الوطن الغالي ولأبنائه وللمقيمين على أرضه وان يرحم من في الأرض يرحمه من في السماء، وأناجي سيدي سمو الأمير المفدى أن ينظر لهذه لإيجاد حل لمن يريد أن يكمل تعليمه ولايستطيع السفر للالتحاق بالجامعة ولا يستطيع الحضور ونتمى أن تُحل مشاكل شريحة كبيرة من أبناء هذا الوطن الغالي، لهذا فنحن متأكدون من أنه سوف يولي جٌل اهتمامه لأن شعبه وأبناء وطنه من أولوياته وهذا ما تعودناه منه ومن سمو الأمير الوالد ومن سمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظهم الله، ناصرة المرأة راسخة أسس التعليم في دولتنا الحبيبة قطر، اللهم احفظ ولاة أمورنا واحفظ وطننا العزيز، اللهم آمين.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.