13 سبتمبر 2025

تسجيل

الدوحة

23 نوفمبر 2014

كلما مررت من ذاك الطريق يفتح خيالي بواباته على مصراعيها ويأخذني إلى «افتح يا سمسم» وإلى»الأميرة النائمة والأقزام السبعة» كمن يهبط مصعداً في برج شاهق العلو. فقررت أن أكتب عنه وأرتاح.. في الطريق المؤدي إلى (الوعب) على تقاطع (السدّ) مع شارع (جوعان) يجلس صندوق أثريّ كبير من التُحف، أود لو أرسل من يُلمّعه وينظفه لأنه يحوي خزينا من خيالنا الذي كنّا نملكه في الطفولة من كنوز علي بابا والأميرات.. يخطر ببال الصغيرات أنه مملوء بالمجوهرات والأقراط وسلاسل الذهب واللآليء المكشوفة المتهدلة، كم يحوي هذا الصندوق من خيالاتنا وأحلامنا، لماذا فتحتموه نصف فتحة على أرجاء طفولتنا المفتقدة منذ جرحين وحرب طاحنة؟! إنه تحفة فنية أودّ لو أحملها معي إلى الشام وأترك مكانها قلبي وديعة، ثم أدندن: «بيلبقلك شك الألماس ع دروب دروب». فالمدن كالصبايا تفرح بحُليّها وفساتينها وأدوات زينتها، تفرح بنظافتها ونسائمها وموسيقاها وعطورها.. تمرُّ وأنت تفتح زجاج سيارتك هذه الأيام في الطرق المؤدية إلى البحر فتتغلغل برودة هادئة النسمات في مدينة تُغيظ كل المدن الغارقة الآن في بردها وأمطارها.. على الكورنيش تقع صدفة كبيرة بلؤلؤة أترك لها مقاماً آخر لأتخلص من عبء جمالها عليّ، ولطافة كلمة «حياك الله» على مسمعي التي تنتظرك في كل الأمكنة. في الدوحة تحتفل بك الأسواق فيُحضرون لك الفنّ في المدارج والساحات، لا تحتاج إلى بطاقات غالية الأثمان لتستمع إلى مطربيها ولا إلى مزاحمة شديدة لتحضر مبارياتها ولا يمنعك شرطي من الفرحة بل يوزعها الأطفال في «القرنقعوة» بنكهة مختلفة عن «الهولاوين» في الغرب مع أنها تشبهه كثيراً لكن الفرق أن أطفالنا يقرقعون أيامك وضحكاتك.. في سوق واقف.. تقف لتتفرج على الفنانين التشكيليين أمام مبنىً مشغول بسنارة امرأة من القرون الوسطى، وهم يرسمون بالأسود والأبيض وجوها جميلة ووجوها غريبة.. تتفرج على مقاهٍ تحمل أسماء عواصم عربية عديدة بكل أكلاتها الشعبية، من الكبة الشامية في «داماسكا» إلى «طجين» المغربي و»المندي» اليمني مروراً بطعمية ليالي القاهرة إلى المسقوف العراقي ومناقيش الجبل اللبناني.. تجمعنا كل هذه العواصم بالتذوق والطعم بالثقافة الواحدة باللغة والأرض والدين.. وتفرقنا «فيزا»الدخول؟!