12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الحكمة ضالة المؤمن / وبنو الإسلام بها أَوْلىحيث تجدها فعليك بها / عنها أبدًا لا تتخلىفي القلب خواطر عن أممٍ / في واقعها قيم مثلىفي القلب خواطر عن مدن / بحضارتها كانت أصلامن واجبنا أن نعرفها / عن قرب وبها نتحلىقيم أوصى المختار بها / ولنا فيه المثل الأعلىفتخيل لو نتمثلها / كم تصبح دنيانا أحلى لا أحد يعرف يقينا من أين وكيف تأتي الحكمة، ولكن كثيرين يكتسبونها بإعمال العقل، وتقييم التجارب الشخصية وتجارب الآخرين والأحداث بصفة عامة، ولكن ما من شيء يكسبك الحكمة ويعلمك إياها مثل الفشل والأخطاء، فلولا أن ابن آدم خطّاء، لما عرف طريق الصواب وما هو صحيح، فهناك ما يُعرف بثنائية الأشياء (الخير والشر والهدى والضلال والرقة والقسوة والحب والكراهية والأبيض والأسود مثلا)، وما كان الناجحون في تاريخ البشرية لينجزوا شيئا لولا أنهم فشلوا في محطات مهمة جدا في مسيراتهم.لم يفلح الرسول صلى الله عليه وسلم بعد نزول الوحي عليه في مكة، في إقناع معظم أهلها بأنه أتى بالقول الفصل الذي ليس هو بالهزل، من عند فاطر السماوات والأرض، ودخل الإسلام نفر قليل، ولكن صناديد قريش (الأرستقراطية بلغة العصر) ساموهم العذاب والملاحقة باللسان واليد، ولكن لم يعرف اليأس طريقا إلى قلبه، فكان أن هاجر إلى يثرب، وأقام نواة دولة الإسلام، وعاد بعدها بسنوات إلى مكة ظافرا، بعد أن قويت شوكة المسلمين وتعلموا الدروس من التعامل مع المشركين واليهود والمنافقين، فتحول الصناديد إلى جبناء رعاديد، وفوجئوا بالرسول عليه السلام يعفو عنهم، فكان ذلك بدوره درسا لهم فحسن إسلام الكثيرين منهم.ونحن نقول إن العاقل من اتعظ بغيره، والغير قد يكونون من مختلف الأجناس والملل والنحل، وقياسا على ذلك فالعاقل من ينهل من ينابيع الحكمة التي فجرتها البشرية عبر مسيرتها الطويلة، وفي عصر جوجل فإنه من السهل الغوص في تلك الينابيع والنهل منها، خاصة أن هناك الكثير من الحكم المروية والمدونة، التي يمكن للإنسان أن يستقي منها العظات والعبر.وتعالوا اليوم (والأيام التالية) نستعرض بعض الحكم التي تشحذ الهمم وتشرح كيف يتفادى الإنسان مواطن الزلل، ويكبو ثم ينهض وهو أقوى عودا، والتي تعلمنا ماذا نفعل كي تستقيم أمورنا، ونحاذر أن نكون ممن يقول عنهم المثل المصري "يقوم من نقرة يقع في دحديرة" أي من يتخلص من مأزق بسيط، ليجلس على خازوق.خذ مثلا: قسم كبير من السعادة في الحياة لا يكون بخوض جميع معارك الحياة، بل بتجنب معظمها. فالانسحاب البارع هو في الحقيقة نصر مؤزر، وهذا أمر تعرفه حتى أقوى الجيوش وهي تواجه عدوا أقل قوة، في ما يسمى "الانسحاب التكتيكي"، وتحدد متى تعاود الكرّة لدحر العدو، وهناك أناس يعرفهم كل واحد منا، حياتهم في معظمها معارك، وبعضها معارك في غير معترك: "فلان قال عني إني بخيل، والله أجعله يندم على اليوم الذي ولدته فيه أمه". (هذه عبارة غبية تتردد على ألسنتنا، ووجه الغباء فيها أن المولود لا يخرج إلى الدنيا بقرار منه كي نفترض أن هناك ما سيجعله يندم أو يفرح بأثر رجعي، على نزوله من بطن أمه إلى كوكب الأرض).