12 سبتمبر 2025
تسجيل"أمة تحت القصف".. هذا هو العنوان الوحيد الذي ينطبق على الأمة العربية حاليا، فنحن تحت القصف الأمريكي الروسي الإيراني بشكل مباشر في العراق وسوريا واليمن وليبيا. تمتد المعركة من حلب السورية إلى الموصل العراقية وبنغازي الليبية وصنعاء اليمنية ومقديشو الصومالية، إننا أصبحنا أمة تحت النار والبارود، يحيط بنا حزام من نار يمتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، من أقصى الشرق إلى الغرب، في حالة لم تعرف لها الأمة العربية مثيلا في العصر الحديث.حزام النار الذي يطوقنا من الخاصرة إلى الخاصرة، تحلق في سمائه طائرات غريبة من روسيا وأمريكا وأستراليا وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى كثيرة، يشارك معها طائرات تابعة لأنظمة عربية، بعضها يسقط براميل متفجرة تقتل بشكل اعمي.الوضع العربي الراهن يعلن نهاية الدولة الوطنية، التي أسست بناء على تقسيمات سايكس - بيكو الاستعمارية، وأخذ شكله النهائي بعد الحرب العالمية الثانية، فالعراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال لم تعد دولا بالمعنى الحرفي للكلمة، فقد أصبحت "شبه دول" أو دول فاشلة، أو "دولة اللادولة".وفي الوقت الذي تتقدم فيه أوروبا باتجاه الدولة العابرة للقوميات، باستثناء بريطانيا، فإن العرب يعودون إلى عصر ما قبل الدولة، إلى التكوينات البدائية القبلية والعرقية والطائفية والمذهبية، ما يعني اضمحلال فكرة الهوية الوطنية العربية، وفشل تجربة الدولة القُطْرية، وغياب الأفق عن هوية جامعة لأمة تجمعها اللغة والدين والتاريخ المشترك الطويل وروابط الدم على نطاق واسع.هذا الارتداد العربي إلى الخلف يظهر حالة التفكك الاجتماعي والديمغرافي والجغرافي، ولا يوجد ما يؤشر إلى تبلور عملية عكسية من أجل وقف التشظي الثقافي ووضع حد للانهيار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، الذي يعصف بالعرب من المحيط إلى الخليج.