10 سبتمبر 2025
تسجيلفي يوم الخميس الموافق 20 اكتوبرلسنة2011 اعلنت الفضائيات نبأ مقتل (القذافي)، وتداولت وسائل الاعلان هذا الخبر، واصبح الحديث الاهم في كل البيوت والعالم باجمعه هو (مقتل القذافي)، انتهت قصة حكم (معمر القذافي) في عملية الثوار، التي جرت في مدينة (سرت)، والتي استمرت نحو 42 عاماً، وهي فترة زمنية ليست بقليلة. انطوت صفحة (معمر القذافي)، الذي كُتب في كتاب عنوانه الظلم، ونقشته ايدي الشعب، ليوزع مجاناً لا يباع، الظلم الذي سيطر عليهم من هذا الشخص الذي سمي (بالطاغية)، فكم من امرأة ترملت بسببه؟ وكم من طفلٍ تيتم بعد ان كان يحظى بظل والديه؟ وكم من (شابٍ) مات وهو في ريحان شبابه؟ ونجد هناك صورة لشيخ كبير قد قُتل على يدي الظالمين ولم يرحموا (شيبته)، وكلها صور تبروزت على الجدران ليشهد التاريخ على ما قد عانت منه ليبيا. لنرجع قليلاً الى الوراء ونتذكر ان الثورة قد انطلقت ضد نظامه في (السابع عشرمن شباط) وجرت الدماء منذ ذلك الوقت، عدد القتلى كان يزيد يوماً بعد يوم، اطلاق النيران لا يتوقف، انظار امريكا تتجه نحو ليبيا ليكون مصير هذه الدولة العربية (كمصير اختها العراق)، وهذه سياسة امريكا، فهي تحاول استغلال المواقف لصالحها، ومنذ متى كان الغرب يهتم بامور الشرق وامور المسلمين، انا لستُ سياسية، ولا دخل لي بالسياسة ولكن ان وجدت عزيزي القارئ طفلاً في الشارع فاسأله هل أمريكا تحب مصلحة المسلمين؟ ومن خلال اجابته أسألك بالله ان ترسم لوحة طفلٍ وهو يبصم بالعشرة ان الغرب ضد المسلمين وانهم يرسمون لوحات مزيفة وابتسامات تسخر منا، والا لما كان العراق تحت بطشهم يوماً من الايام. جاء الوقت ليحتفل الليبيون باستقلال بلادهم من بطشٍ كان يغني مواويل الاحزان على رؤوسهم، بطشٌ فرعوني شديد البأس، فأراد الله ان تستجاب الدعوات وينال القذافي جزاءه، ولكن من كان يتصور ان تكون نهايته بهذه الطريقة المأساوية؟ في كل مرة نجد رحيل الملوك وقادة كبار وعظام، والعظمة لله بلا شك، دول تقوم وتختفي دول، تتفجر ثورات من الشرق الى الغرب في انحاء الوطن العربي، ولكل ظالمٍ نهاية بلا محالة، وعظم الله أجر كل من فقد عزيزٍاً عليه بسبب هذه الحروب الداخلية التي يشنها الشعب ضد الرؤساء (الذين يمارسون الجبروت بحق شعبهم).. نال القذافي جزاءه، واصبحت ليبيا مستقلة، ولكن ما الذي ينتظر هذه الدولة من مفاجآت،؟.. لن نسبق الاحداث، ولكن لننتظر فالدنيا فيها من المفاجآت التي لم تكن في الحسبان. أرجو قبل ان اختم سطوري ألا تكون ليبيا كالعراق، وألا تتدخل امريكا في شؤونهم، وتحتل ليبيا كما فعلت بالعراق، لانريد منها التدخل في شؤون المسلمين وبسط كفها لمساعدتهم، لنجعل المسلمين يتخذون قراراتهم دون اللجوء الى عدوهم الغرب، وكلنا نعلم من هي امريكا، بقوتها تريد ان تصبح اباً لكافة الدول، ونحن يجب ان نعطيها البطاقة الحمراء وبخطٍ عريض نكتب (ممنوع الاقتراب)، وإلا ستنال من كل الدول بسياستها المعروفة. لحظة من فضلك: ان موت القذافي هو بداية جديدة لليبيا، وان القذافي له رب يحاسبه، وعلينا ان نحترم كل ميت، خصوصاُ ان كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، جبروته وطغيانه وشره لا يجعلنا ان نلعنه او نهزأ منه، لنجعل جزاءه عند خالقه، ونحترم (حرمة الاموات)، فهذا ما علمنا إياه ديننا الحنيف، وتعلمه السلف قبل الخلف، وحرمة المسلم غير مقيدة بحياته او مماته، وانا سأختصر هذه العبارات ولا أريد ان افتي ولكن حديث حبيبنا يظل في قلوبنا اذا قال (لا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا)، وقد بوَّب البخاري على هذه الحديث في الصحيح، فقال: (باب ما ينهى من سبِّ الأموات). دعاء: اللهم إنا نسألك أن تحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين، وأن تحفظ حكامنا وتوفقهم لما فيه الخير، ومن أراد بنا وببلادنا سوءاً فاجعل كيده في نحره اللهم امين. [email protected]