12 سبتمبر 2025
تسجيلجميعنا يبالغ أحيانا في تقدير أهمية لحظة واحدة مميزة في مسيرتنا، وأن نحط من قيمة القيام بتغييرات بسيطة بشكل يومي، ففي كثير من الأحيان نقنع أنفسنا بأن النجاح الكبير يتطلب فعلا كبيرا وسواء أكان الأمر يتعلق بفقدان الوزن، أو تأسيس شركة، أو تأليف كتاب، أو الفوز ببطولة أو تحقيق اي هدف آخر، فإننا نضغط على أنفسنا كي نقوم بتصحيح أو تحسين أمر واحد كبير سيجعل الجميع يتحدثون عنه. في الوقت ذاته فإن التحسن بنسبة 1 بالمائة ليس جديرا بالثناء، وأحيانا ليس جديرا بالملاحظة من الأساس، غير أنه يمكن أن يكون مؤثرا على نحو أكبر بكثير خاصة على المدى البعيد والفارق الذي يمكن للتحسين الضئيل تحقيقه مع الوقت فارق مذهل. العادات هي الفائدة المركبة للتحسن الذاتي، ومثلما تزداد الأموال بفعل الفائدة المركبة، فإن تأثير عاداتك تتضاعف حيث تكررها، إنها تبدو وكأنها لا تحدث إلا فارقا ضئيلا في يوم واحد، ومع ذلك فإن التأثير الذي تحدثه على مدى شهور وسنوات يكون تأثيرا ضخما، ولا تصير فوائد العادات الحسنة وتكاليف العادات السيئة جليلة إلا حين نتأملها بعد مرور عامين أو خمسة أعوام أو عشرة أعوام لاحقة. مع وضع هذا في الاعتبار، لا يهم مدى نجاحك من عدمه في الوقت الحالي، بل المهم ما إذا كانت عاداتك تضعك على المسار السليم صوب النجاح أم لا، فعليك أن تكون مهتما بمسارك الحالي أكثر من اهتمامك بنتائجك الحالية، فإذا كنت مليونيرا غير انك تنفق كل شهر أكثر مما تجني فأنت حينها على مسار خاطئ وإذا لم تتغير عادات إنفاقك فلن ينتهي الأمر بصورة طيبة، وبالعكس إذا كنت مفلسا غير أنك تدخر القليل كل شهر فأنت حينها على الطريق الصحيح نحو التحرر المالي حتى إذا كنت تتحرك على نحو أبطأ مما تترجوه. وختاما أقول إن هذه المعارك الصغيرة هي التي ستحدد ما ستكون عليه حياتك في المستقبل.