13 سبتمبر 2025
تسجيلالمرأة تشكل 60 – 70 % من المترددين على العيادات النفسية، والسؤال هنا هل هو التكوين البيولوجي ذو الايقاع المتغير من طمث شهري الى حمل وولادة الى ولادة ورضاعة وانقطاع عن الطمث وما يصاحب هذه التغيرات من مظاهر فسيولوجية وانفعالية (عصبية)؟ أم إن الوضع الاجتماعي للمرأة هو الذي يضعها تحت ضغوط مستمرة ومتعددة تؤدي في النهاية الى اصابتها بالعديد من الاضطرابات النفسية والعصبية والجسدية. فالمرأة ما زالت حائرة ومذبذبة بين تيارات تدعو الى وأدها نفسيا واجتماعيا وتيارات أخرى تدعو الى انطلاقها خارج ملابسها أحيانا (في وسائل التواصل الاجتماعي) وخارج أنوثتها أحيانا أخرى وفي صراع الشوارع (المجهول). أم إن المرأة أكثر قدرة على التعبير عن معاناتها النفسية وأكثر شجاعة من معاناتها النفسية وأكثر شجاعة (ميلا) في طلب المساعدة الطبية، في حين يعجز الرجل عن التعبير الذي يخجل أو يتعالى في طلب المساعدة. هذه المسألة وغيرها دفعت الكلية الملكية للأطباء النفسيين في انجلترا للاعتراف بما يشبه الاضطرابات النفسية لدى المرأة وتشجيع مجموعة خاصة للقيام بالأبحاث اللازمة لهذا الشأن بداية من عام 1990م، بعد ذلك خصصت المجلة الأمريكية للطب النفسي عددين كاملين للبحث في علاقة المرأة بالطب النفسي سواء كانت المرأة قيد المرض أو المعالجة النفسية. وعلى مستوى المؤتمرات الخاصة بالموضوع تم عقد أول مؤتمر دولي عن المرأة والصحة النفسية في معهد الطب النفسي في انجلترا عام 1970م وما زال يعقد كل عام، ويضاف الى ذلك المؤتمر الدولي الذي عقد في بكين تحت رعاية الأمم المتحدة لمنافشة قضايا المرأة من جوانبها المختلفة وذلك بهدف تحسين نوعية حياة المرأة (على الرغم من الانتقادات وعلامات الاستفهام حول هذا المؤتمر لانحيازه لوجهة النظر الأمريكية والغربية بوجه خاص). قبل كل ذلك فإن هناك تراث عظيم في الأديان والحضارات المختلفة يهتم بتنظيم شؤون المرأة في علاقتها بالرجل على وجه الخصوص وعلاقتها بالمجتمع والحياة بصفة عامة، ففي القرآن الكريم سورة كاملة (من طوال السور) عن النساء اضافة الى الأحكام التفصيلية الواردة في القرآن الكريم والسنة مبينة مكانة المرأة ودورها وأثرها في الحياة والمجتمع. ومع ذلك رأينا في عصور التدهور الحضاري نكوصا عن كل هذا ومحاولة قراءة النصوص وتفسيرها بما يتفق مع عادات وتقاليد المجتمعات وبعض التوجهات السياسية والاجتماعية.