27 سبتمبر 2025
تسجيل1.كعهد المجتمع الدولي بصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ألقى سموه خطابه المنتظر من على منبر الدورة السابعة والسبعين للأمم المتحدة وافتتحه صاحب السمو بتعريف موجز لكنه بالغ الدقة بالتحولات الكبرى التي طرأت على عالم اليوم فقال سموه: "تـــحـــول عـــالمـــنـــا إلــــى قـــريـــة عـــالمـــيـــة تــتــداخــل فـيـهـا هـمـومـنـا وتـتـشـابـك قــضــايــانــا. ومــع أن عـالمـنـا تـغـيـر بـوتـيـرة سـريـعـة لـنـاحـيـة انـتـشـار آثـــار أي حـــدث بـيـئـي أو أزمـــة اقــتــصــاديــة أو مـواجـهـة عـسـكـريـة عـلـى المـسـتـوى الـعـالمـي، إلا أن مـقـاربـاتـنـا وأسـالـيـبـنـا لـم تـتـطـور بـالـوتـيـرة ذاتـهـا لـتـواكـب هـذه الـتـغـيـرات الـثـوريـة. وسـواء أكـان الـرأي أن الـعـالـم أحـادي القطب أم متعدد الأقـطـاب، فـإن الـسـيـاسـة الـدولـيـة مـا زالـت تـدار بـمـنـطـق الـــدول المـتـفـاوتـة الــقــدرات والمـصـالـح والأولـــويـــات، ولــيــس بـمـنـطـق الــعــالــم الــواحــد لإدارة الإنـسـانـيـة الــواحــدة. وأقـصـد تـحـديـد الأزمـــات الـعـالمـيـة مــن مـنـظـور مـصـالـح ضـيـقـة قــصــيــرة المــــدى، وتــهــمــيــش الــقــانــون الــدولــي، وإدارة الاخــتــلاف بـمـوجـب تــوازنــات الــقــوى، ولــيــس عــلــى أســــاس مــيــثــاق الأمــــم المــتــحــدة واحـتـرام سـيـادة الــدول. كـمـا أقـصـد عـدم تـوفـر آلــيــات كـافـيـة لــلــردع ومـعـاقـبـة المـعـتـديـن عـلـى ســيــادة الــــدول، وعــجــز المــجــتــمــع الــدولــي عـن فـرض التسويات حـين يرفضها الـطـرف القوي في أي نزاع يطرأ في العالم مما يؤكد الحاجة إلى العقلانية والتمسك بالقانون الدولي في حل النزاعات". هنا يلح صاحب السمو على أهمية الرجوع للعقل والعدل والشرعية الدولية في النزاعات عوض تغلب الجانب الأقوى على الأضعف لفرض الهيمنة وتركيع الشعوب لإرادة القوة وتغليبها على الحق. أهـــمـــيـــة الــحــكــمــة والعقلانية في حل النزاعات هي الأهمية القصوى حتى تحل الأزمات بالعدل كما أثار صاحب السمو أمام القادة القضية المركزية للعرب والمسلمين وهي قضية حقوق الشعب الفلسطيني الذي ما يزال يدفع ثمن احتلال غاشم ومتفاقم أمام شرعية دولية غائبة ومحتل مغتصب للأرض وللحق وقال سموه: "لا أعــتــقــد أن مــنــدوبــي الــــدول الــحــاضــريــن يــحــتــاجــون إلـــى الـتـذكـيـر بــأن الـقـضـيـة الـفـلـسـطـيـنـيـة مـا زالــت دون حـل، وأنـــه فــي ظــل عــدم تـطـبـيـق قــــرارات الـشـرعـيـة الـــدولـــيـــة ومـــع الــتــغــيــر المـــتـــواصـــل لــلــوقــائــع عــلــى الأرض أصــبــح الاحـــتـــلال الاســتــيــطــانــي يـتـخـذ ســيــاســة فـــرض الأمـــر الـــواقـــع، مــمــا قـد يـغـيـر قــواعــد الــصــراع وكــذلــك شـكـل الـتـضـامـن. وأضاف سمو الشيخ تميم بن حمد "مـــن هــنــا أجـــدد الـتـأكـيـد الــعــالمــي مــســتــقــبــلا على تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق فـي تطلعه للعدالة، كما أكـرر التأكيد عـلـى ضــرورة تـحـمـل مـجـلـس الأمــن لمـسـؤولـيـتـه بـــإلـــزام إســرائــيــل بــإنــهــاء احـــتـــلال الأراضــــي الـفـلـسـطـيـنـيـة وإقــامــة دولـــة فـلـسـطـيـنـيـة عـلـى حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وفي هذا الملف علقت عديد وسائل الإعلام العربية والعالمية على هذا الموقف مشيدة بإصرار دولة قطر على نصرة الحق والمثابرة على التشبث بالشرعية الدولية مع تقديم الدعم المالي والبنيوي والسياسي لشعب فلسطين. وقالت وكالة (بلومبيرغ) "ان فضل الموقف القطري يعود إلى عدم التجاوب مع الإغراءات المختلفة بالتخلي عن الحقوق الفلسطينية وتعويض تلك الحقوق بضخ أموال بدعوى التنمية دون الرجوع لحل الدولتين الذي أعاد صاحب السمو تحيينه وتقديمه من على منبر الجمعية العامة في دورتها السابعة والسبعين. وحلل صاحب السمو بإيجاز وبوضوح موقف دولة من قضايا الإقليم فقال بخصوص ليبيا الشقيقة ان الأولوية يجب أن تعطى لتوحيد مؤسسات الدولة وخاصة مؤسسة الجيش الليبي ووقف إطلاق النار نهائيا. وفي الملف اليمني قال سموه إنني لأسعد ببصيص الأمل في الهدنة راجيا أن تكون شاملة ولا رجوع عنها مع الالتزام بالقرار الأممي 2216 بتوافق وطني يجمع كل اليمنيين. وتناول الخطاب-الوثيقة أيضا ملفات ما تزال حارقة في السودان وسوريا والعراق وقال سموه إن حل المفاوضات بدون أي تدخل أجنبي هو الأمثل والأبقى. كما تطرق الخطاب إلى المفاوضات الدولية حول البرنامج النووي الإيراني مؤكدا أن قطر لها موقف ثابت من ضرورة خلو الشرق الأوسط من السلاح النووي وأن من حق إيران حيازة طاقة نووية سلمية من أجل دفع عجلة التنمية فيها. وختم صاحب السمو خطابه بتحمل أمانة قطر لمركزها كمنتج كبير للطاقة واحترام رسالتها بتزويد العالم بالغاز المسال من خلال توسيع حقل الشمال. ثم أنهى باحتضان قطر لبطولة كأس العالم داعيا جميع الأمم لحضور هذا الحدث العالمي الذي تتشرف قطر بتأمينه. كانت تلك أبرز محاور خطاب أميري تاريخي بالغ الأهمية قررت الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة أن تعتمده وثيقة أساسية من الوثائق المتميزة ومرجعا من مراجعها الأساسية.