11 سبتمبر 2025

تسجيل

الخيانة على طريقة المعلم يعقوب

23 سبتمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من يشيد بـ "المعلم يعقوب" الآن، يستدعي أحد أبرز رموز الخيانة في تاريخ الثورات المصرية، فهل يمكن أن تنتسب هذه الإشادة للثورة؟ كان الاحتلال الفرنسي (1798 ـ 1801م) هو المرة الأولى التي تنجح فيها قوة عسكرية صليبية في احتلال مصر، وقد تبدت الطبيعة العنصرية للاحتلال في عدائه الصريح للإسلام، وحسبك أنه جعل من "الأزهر" حظيرة لخيوله، وهدم النظام القضائي، حيث أنشأ بونابرت ما سماه "محكمة القضايا" لإزاحة الشريعة الإسلامية، وكانت المحكمة تضم 12 تاجرا (لاحظ أنهم مجرد تجار) نصفهم مسلمون ونصفهم مسيحيون، وأسند رئاسة المحكمة إلى قبطي يدعى "الملطي" ليصبح "قاضي القضاة"!وكان "المعلم يعقوب" في الثالثة والخمسين من عمره، يعمل عند رئيس قوات الانكشارية عند قدوم قوات الاحتلال، لكنه لم يتورع عن خيانة البلد وأهله الذين لم يعاملوه كواحد منهم فحسب، بل ولّوه مكانة لا يطمع فيها معظمهم، وفي خدمة بونابرت أصبح "المعلم يعقوب" مسؤولا عن تموين وإمداد جنود الاحتلال، أي إطعام 30 ألف جندي فرنسي، ثم عينه الجنرال "ديزيه" مسؤولا عن جباية الضرائب في الصعيد، الذي يعرف طبيعته بحكم أنه ولد في "ملوي".وتطورت العلاقة مع "ديزيه" الذي رافقه يعقوب في حملته على الصعيد، وأصبح مستشاره. ويصف "الجبرتي" علاقة يعقوب بالفرنسيين قائلا إنه كان "يدبر لهم الأمر ويعمل لهم أنواع المكر والخداع ويطلعهم على الخبايا ويصنع لهم الحيل".. حتى إن أهل الصعيد سموا جيش ديزيه "جيش المعلم يعقوب" الذي شارك في القتال، قائدا لفصيلة، وانتصر على المماليك في أسيوط، فكافأه ديزيه بسيف نقش على مقبضه "معركة عين القوصية ـ 24 من ديسمبر 1798".وأثناء ثورتي القاهرة: الأولى والثانية، حول "المعلم يعقوب" بيته إلى قلعة عسكرية، يحرسها المسلحون ليلا ونهارا، وقد اعتبرها الفرنسيون إحدى قلاعهم. وقاتل يعقوب الثوار بنفسه بحماسة أعجب بها الجنرال "كليبر" الذي فرض على الثوار غرامة باهظة، كلف يعقوب بجمعها مطلقا يده في الأموال والأرواح والأعراض.وعندما أصبح "المعلم يعقوب" أغا الأقباط (أي كبيرهم) شكل "الفيلق القبطي" وقاده للقتال في صف الجيش الفرنسي، وهو فيلق يقدره البعض بـ896 جندياً وضابطاً والبعض بألفي جندي وضابط. وحسبك من إقرار بخيانة هذا الفيلق وقائده أن "لويس عوض" نفسه، وهو أكثر من أشاد بيعقوب وتبنى خيانته، يقول إن مصير المعلم يعقوب ومصير الفيلق القبطي ارتبطا بمصير الجيش الفرنسي.أما ولع المعلم يعقوب بالجنرال "ديزيه" على نحو خاص فقصة أخرى، لعل المجال يتسع لذكرها، ولعلها تلقي الضوء على جانب آخر من ذهنية المشيدين بالخيانة!