10 سبتمبر 2025
تسجيلكيف "طبخت" مبادرة "مصر .. وطن للجميع" او ما اطلق عليه الاعلاميون والناشطون "مبادرة واشنطن"، وهل للادارة الامريكية اي دور بهذه "الطبخة"؟ وكيف تورطت فيها اسماء لامعة مثل الدكتور سيف الدين عبد الفتاح؟ وهل تؤسس لحالة من التغيير في مصر يطيح بالانقلابي عبد الفتاح السيسي على اسس جديدة. القصة بدأت في باريس في يناير- كانون أول الماضي، عندما تم توجيه الدعوة لبعض النشطاء المصريين من اجل مناقشة "الربيع العربي"، ويقول مصدر، فضّل عدم ذكر إسمه، إنه شارك في اجتماع باريس من اجل مناقشة الاوضاع في مصر والعالم العربي في ضوء ثورة البوعزيزي في تونس وثورة يناير في مصر والثورات الاخرى في ليبيا واليمن وسوريا، وتم الحديث للمرة الاولى عن مؤتمر او ورشة عمل في امريكا لمناقشة الاوضاع في مصر.وبحسب المصدر، فإن ناشطاً في "حركة غربة" هو السيد احمد اسماعيل وجه لها الدعوة للمشاركة في هذه الورشة، و"حركة غربة" تضم عددا من الناشطين في امريكا من بينهم محمد شبير. ويضيف: تلقيت الدعوة بصدر رحب لانهم قالوا لي ان "الورشة" مفتوحة لكل الاطراف لمناقشة كل الاوضاع المتعلقة بمصر، وانه لن يتم استثناء اي تيار من التيار، وعلى هذا الاساس "وافقت على الاشتراك في الورشة لانني مع اي جهد ينحاز للناس وضد الانقلاب"، لكنني اعتذرت لهم عن السفر الى واشنطن، فتم الاتفاق على ان تكون المشاركة عبر "سكايب". وتابع (المصدر) "طلبت ان اتحدث عن الاختفاء القصري، لان هذه الظاهرة تحولت الى كارثة حقيقية في مصر".وكشف المزيد من التفاصيل ويقول: "ما فهمته انهم كانوا يريدون تجميع الصفوف وانشاء مظلة ضد الانقلاب، ولذلك قلت لهم ان اي جهد ضد الانقلاب نحن نباركه"، الا ان الامور بعد ذلك اخذت بعدا اخر لم اتوقعه، واعتبرت ان صدور وثيقة عن "الورشة" هو جهد يلقي حجرا في المياه الراكدة، واعتقد ان الموضوع اخذ اكبر من حجمه بسبب المكان لان الورشة عقدت في امريكا، فتخيل بعض الناس ان الامريكيين سيزيحون السيسي ويضعون هذه المجموعة مكانه". وعما اذا استغل منظمو الورشة واستخدموهم بطريقة ملتوية قال المصدر:" حدثت بعض الاشياء دفعتني للقلق، ما جعلني اضع علامات استفهام واثار عندي هواجس حتى قبل ان تصدر الوثيقة" وقلت " في شي مش مزبوط". واضاف: "لم يكن مطروحا ان نتحدث عن الهوية، فنحن اتفقنا ان نتحدث عن الوضع العام، وعن القواسم التي تجمعنا وعن الملفات الشائكة محل نظر، مثل ملف المعتقلين، ولم يكن هناك اي كلام عن "الهوية"، ولم يكن من المفروض ان نتحدث في اي شيء سوى كيف نتخلص من الانقلاب، فليس الوقت مناسيا لكي اناقش "صراع الهوية، فهذا ليس وقته، وقلت "ايه الكلام الفارغ ده اللي بيحصل". ويؤكد:" لم تصلني مسودة وثيقة المبادرة قبل ان اعلانها ولم تعرض علي، ولا اعرف لماذا اضافوا اسمي"، بل لم اتعرف على كل المشاركين في الورشة.ووجّه المصدر سهام نقده وقال بلهجة لاذعة: "محاولة الزج بالصراع على الهوية "والكلام الفارغ ده" ليست قصتي، انا من حزب الوسط، حزب مدني ذو خلفية حضارية اسلامية مثل ملايين المصريين والعرب، وليس لدي مشكلة مع الهوية والثقافة الاسلامية فهي جزء من مكوني ولا استطيع ان اتبرأ منه مهما كان. الثقافة الاسلامية متغلغلة في تكويني كعنصر موجود اتعايش معها واعيشها من زمان ولا مشكلة لي مع الهوية الاسلامية لانها جزء من مكوني كانسان". وقال "صراعي الوحيد مع الدكتاتورية العسكرية التي تحكمنا ويحكمنا الغرب من خلالها، وهذا لب الاستعمار الذي يحكمنا داخليا وخارجيا والتبعية للدول الكبيرة". المصدر المشار إليه، والذي استشاط غضبا مما جرى قال "قصتي قصة اخرى، اما ان يطرحوا صراع الهوية فهذا يجعل عندي هاجس معين ان "الناس دي لا تتحرك بعشوائية وهناك غرض لتفتيت الصف وليس تجميعه.. ليس لدي مشكلة هوية وليس لدي مشكلة مع كياني العربي وكياني الاسلامي وهذا ليس مجال صراع بل مجال اتفاق، هذه قناعاتي، الشغل ده شغل مخابراتي"، ويؤكد:"هذه المبادرة لا تمثل ولا تعبر إلا الأشخاص الموقعين عليها فقط، وانا لست من بينهم".ورشة أمريكا التي انبثقت عنها "مبادرة واشنطن" تحولت الى ازمة بدل ان تحل الازمة، وفرقت الصفوف بدل ان تلم شمل الجميع في مواجهة العسكر، واعطت الانقلابيين ذخيرة لم يكونوا يحلموا بها ضد معارضيهم.