12 سبتمبر 2025

تسجيل

روسيا تحتل سوريا بموافقة أمريكية

23 سبتمبر 2015

دخلت روسيا في المستنقع السوري من أوسع الأبواب، بتورطها بإرسال جنود من وحدات قتالية لمساندة نظام الأسد الإرهابي الدموي.التورط الروسي في سوريا ليس جديدا، لأن موسكو انحازت إلى النظام البعثي الأسدي واستخدمت قوتها ونفوذها الدبلوماسي والسياسي لتوفير غطاء دولي لجرائم الاسد ومجازره، لكن الجديد في التدخل الروسي هو إرسال جنود إضافة للمعدات والأسلحة من دبابات وصواريخ وإنشاء مطار عسكري لاستقبال الطائرات العسكرية العملاقة.. كل ذلك بموافقة أمريكية، لأن واشنطن ترى أن لروسيا دورا تلعبه في مكافحة الإرهاب في سوريا، في الوقت الذي تروج فيه موسكو أنها تذهب إلى سوريا من أجل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات المسلحة الأخرى.من الناحية العملية فإن روسيا تحتل سوريا عسكريا، وهو احتلال يضاف إلى الاحتلال الإيراني الذي يقاتل إلى جانب قوات الأسد ومليشياته ومقاتلي حزب الله اللبناني والفصائل العراقية والعناصر الأفغانية الشيعية، مما يعكس حالة من التحالف بين روسيا وإيران وأمريكا وحزب الله، وهو تحالف حقيقي يقاتل على الأرض في مواجهة الشعب السوري وثورته وثواره.ما يجري في سوريا يكشف طبيعة التآمر الروسي الأمريكي الإيراني على الشعب السوري، ويكشف عمق واتساع المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضده إقليميا ودوليا، مما يجعل من الثورة السورية فريدة من نوعها في العصر الحديث، فالشعب السوري يقاوم وحيدا طغيان نظام الأسد الدموي المدعوم من إيران وروسيا وأمريكا وأطراف إقليمية أخرى، بوصفهم أصدقاء حقيقيين لنظام الأسد، أما أصدقاء الشعب السوري فهم مجرد سراب وخيالات، فهؤلاء الأصدقاء يتآمرون على الشعب السوري بالفعل أو الصمت، وهي حالة غير مسبوقة في تاريخ الثورات.التورط الروسي في سوريا لن يكون نزهة، وستكون سوريا هي أفغانستان الثانية، وكما قبرت أفغانستان الاتحاد السوفيتي السابق، فإن السوريين سيقبرون الاحلام إمبراطورية الإمبريالية الروسية، فقد أثبت هذا الشعب أنه مقاتل عنيد، لا تلين له قناة ولا يرفع راية بيضاء، وهذا ما خبرته إيران التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد منذ 5 سنوات دون أن تحقق انتصارات، بل تكبدت الخسائر وذاقت مرارة الهزائم المرة تلو المرة.الشعب السوري سينتصر بإذن الله، والثورة السورية ستنتصر مهما ادلهمت الخطوب، وهذه حتمية تاريخية لا فكاك منها.