الاحتيال التكنولوجي

أحيانا نتعرض للأذى دون أى ذنب اقترفناه لمجرد غلطة بسيطة نتعرض لمشكلة كبيرة من أشخاص يعيشون فى هذه الدنيا للاستمتاع بأذية البشر وكأن الشر المجانى يجرى فى عروقهم كالدماء التى تجرى فى عروقنا ولكن لماذا أتعجب؟!!! وأنا أعلم جيدا أن الشر موجود فى كل مكان وزمان وأن للشر أنواعا وأشكالا كثيرة فقد تتعرض أحيانا لأذى جسدى أو نفسى أو تكنولوجي، فنحن فى زمن التكنولوجيا والاتصالات المليئة بالأذى كما هى فى الحياة تماما. ولقد كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن سرقة الايميلات سواء عن طريق الهاكرز المتخصصين أو عن طريق فك الشفرات أو البرامج المتخصصة لذلك، وأنا شخصيا تعرضت فى الأسبوع الماضى لمشكلة من مشاكل التكنولوجيا وأردت أن أشارككم ما حدث لى لعلكم تستفيدون. فقد كنت خارج البلاد فى احدى الدول الأوروبية وأنا فى الفندق دخلت الى قاعة الكمبيوتر المخصصة لنزلاء الفندق، حيث أردت أن أدخل الى ايميلى لقراءة بعض الايميلات والرد على الوارد منها، وذلك لمتابعة أعمالى والرد على قرائي، فكتبت الايميل وكلمة السر ودخلت تصفحت الايميل وخرجت وقمت، لكنى لم أكن أعلم أن ايميلى والرقم السرى مازال موجودا على الجهاز وبعد ساعات تقريبا فوجئت بعدة اتصالات من أصدقائى المقربين يتصلون بى ويسألونى كيف يرسلون لى المبلغ الذى طلبت اقتراضه منهم عن طريق الايميل، طبعا شعرت بالصدمة فأنا لم أرسل ايميلا أطلب أموالا من أحد، فقالوا لى لقد وصلنا ايميل من بريدك الالكترونى بأنك فى أسبانيا وتعرضت للسرقة وتطلبين مبلغا من المال وتريديننا أن نرسله لك وبالطبع أدركت وقتها أن ايميلى قد سرق منى وأن من سرقه يستخدمه بغرض استغلال أصدقائى وقرائى المضافين على ايميلي، وتلقيت أكثر من اتصال بنفس المضمون على مدار اليوم، وعلى الفور اتجهت الى الحاسب لأدخل على ايميلى ولكننى لم استطيع الدخول والحمد لله أن لدى ايميلا آخر به بعض ايميلات نفس الأصدقاء فعلى الفور قمت بارسال ايميل الى كل أصدقائى المضافين أخبرهم بأن بريدى الآخر قد سرق وأن الرسالة المرسلة كاذبة ليست لى أى علاقة بها، وأخبرت أيضا موظفى مؤسستى التعليمية بألا يرسلوا لى أى شئ على نفس الايميل وأن يحاولوا الاتصال بى على الايميل الاخر لمتابعة سير العمل، تفاجأت بأنهم يقولون لى بأن كثيرا من الأصدقاء اتصلوا بهم يطمئنون علي وأخبروهم بان ايميلى تعرض للهاكرز واننى والحمد لله بخير، فأنا أعلم أن ما حدث لى حدث لكثير من قرائى الأعزاء فهم أيضا تعرضوا لمواقف مقاربة ومشابهة مثلما تعرضت له أنا، وبرغم كل شئ فلا أحد يستطيع أن يتخيل الحياة دون الانترنت أوالبريد الالكترونى الذى قرب كل شئ وجعل الحياة أسهل بكثير، وبعد التجربة التى مررت بها حاولت أن أبحث عن أساليب الحماية من مثل هذه الأخطاء التى نقع فيها عن جهل. ومن أهم هذه الأخطاء الدخول الى الايميل من جهاز ليس جهازك فمن السهل جدا أن تخترق فهناك أشخاص محترفون فى فك الشفرات ومعرفة كل ما كتب على key board. وهناك أيضا بعض ملفات التجسس التى يمكن للهاكرز أن يزرعها بجهازك وهذه الملفات تتولى ارسال جميع الباسوردات التى تدخلها بجهازك أو كل ما تكتبه على key board. وهذا الملف خطير جدا هو باتش فايل اسمه Keylogger واليك هذه الخدعة التى قد يوقعك فيها الهاكرز عليك الحذر منها سيصلك ايميل بالعنوان التالى Re — register your account ويكون اسم المرسل هو MSN support سيطلب منك فى هذا الايميل كتابة اسم المستخدم والباسورد وارساله ثانية بحجة اعادة تسجيلك على أساس ان هذا الايميل من شركة الهوت ميل أو الياهو نفسها ولكن ما هو الا من الهاكرز الذى يتربص بك انتبه ولا تكتب أى شيء ولا ترسل أى شيء، حيث ان الشخص المرسل يحاول الاستيلاء على بريدك بطريقة الباتش كما أن هناك برامج تكمن مهمتها فى تخمين قائمة كبيرة من الباسوردات على بريدك وللوقاية من جميع هذه البرامج قم بوضع الباسورد عبارة عن أحرف ورموز وضرورة أن يكون عددها فوق الاثنى عشر حرفا فبذلك تصعب كثيرا مهمة الهاكرز ان لم تصبح مستحيلة ويجب تغيير الباسورد لايميلك من فترة لأخرى وعدم وضع الباسورد بملف وحفظه داخل الجهاز لانه لا سمح الله اذا دخل هاكرز جهازك سيجدها على طبق من ذهب وبالطبع هناك وسائل أخرى لا أعرفها لأننى لست خبيرة، لكن هذا ما وددت أن اشارككم به لنحذر منه جميعا من شر المتطفلين الذين لا شغل لهم الا ايذاء البشر، لكن رب ضارة نافعة فقد تعلمت درسا قاسيا وأيضا أحسست بحب الناس وسؤالهم وقلقهم علي وشعرت بصدق مشاعرهم عندما بادروا بالاتصال بى على الفور وسؤالهم كيفية ارسال المال لي، فبقدر انزعاجى كانت سعادتى بحب الناس أكبر، فمن خلال مقالى هذا اتوجه لهم بالشكر والاحترام والتقدير للجميع وسلامتكم.