15 سبتمبر 2025
تسجيلفي اللغة العربية هناك نوعان من الأفعال، اللازم والمتعدي، النوع الأول هو الذي يؤثر على موقع الفعل ويلتزم به فقط، والنوع الثاني هو الذي يتعدى أثره موقع الفعل، لذلك فالثاني أخطر وأعم. ظهرت علينا الأخبار الإقليمية والعربية والدولية المختلفة التي تعتبر من القضايا الساخنة مثل الموجة المرتقبة الثانية من كورونا، وتخفيف الاحترازات في المرحلة الحالية، وعودة المدارس، وعقد صفقة العهد بين الامارات والكيان الصهيوني، تختلف موازين تلك القضايا وغيرها بالنسبة للفرد أو الأسرة أو المجتمع بشكل عام، إلا أن الأحداث التي يتعدى أثرها – إيجابا أو سلبا – خارج محيط الفاعل تكون محط تحليل ومداولة ورفض، إذا كانت خطرا على حياة الشعوب الأخرى وعلاقاتهم بالمنظومة الدولية. عندما يحفظ الأب أو المعلم ابنه سورة الفاتحة فإنه يكسب أجر كل مرة يرددها هذا الطفل في صلاته حتى مماته، والمعلم الذي يدرس مفاهيم الأخلاق والمثل والقيم يكسب من الأجر كلما انتظم طلابه في حياتهم بناء على ما تعلموه. ولكن: ألا تلاحظون أن بعض المسؤولين يشطون عن الجادة، ويقومون بسلوكيات صبيانية تؤثر سلبا على مستقبل المجتمع والمجتمعات الأخرى للعقود القادمة؟ أي الأخبار الساخنة على الساحة العالمية يمكن أن تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا لمجرد أنه تهور في خطوة سيعود ضررها على كافة الشعوب العربية والإسلامية؟ أي معلم للغة العربية درس هذا المسؤول أنواع الأفعال؟. في الدول المتقدمة الأوروبية والأمريكية يحصل على رخصة التعليم من لديه شهادة عليا كي يعمل أستاذا في المدرسة الابتدائية، الماجستير أدنى مؤهل لدى معلمي المرحلة الابتدائية في اليابان، وفي سبع وثلاثين ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية من يعلم الصبية الصغار هم من حملة الدكتوراه، وفي بلادنا العربية لا تقل أهمية المعلم في التأسيس في المرحلة الابتدائية لأنها مرحلة غرس المبادئ والأصول والأسس. لماذا يصر من شارف على مرحلة النضج أن يبقى صبيا؟ أو حتى مراهقا؟. عالم اجتماعي اسمه اريكسون يقول إن الشخص الذي يشعر بالنقص ويريد أن يعيش مرحلة ويبقى فيها طوال حياته، فإنه يلجأ إلى سلوك المرحلة السابقة، أي الشيخ الذي يرتدي حلة الصبيان، والكهل الذي يمارس عادات المراهقين، والناضج الذي يتعدى بأفعاله الطائشة على حقوق شعب آخر ليزيد قهرهم، كل هؤلاء يفسره أريكسون بالمرحلة الرابعة التي يود أن يظل فيها الرجل راكبا سيارة سبورت كشف و"يــفــحــطـ" في مستقبل الشعوب دون رادع. وكما أن المنظمات الدولية جميعها تؤيد حقوق الشعب الفلسطيني، فإن الأعراف الاجتماعية الخليجية تنبذ من يشذ عن منظومة العادات والتقاليد والنخوة والرجولة. في مقرر العلاقات الأسرية الذي يدرس لكافة الطلبة في جامعة قطر يطرح العديد من الأمثلة المتعلقة بالأسرة، والتي يمكن أن تنطبق على المجتمع الكبير؛ ولذا فإن حرص الأستاذ الجامعي على تغذية طلابه بالأفكار الصالحة للمجتمع وتحديد الهوية السليمة هو من سمات معلم الأجيال الخير وهي رسالة الأنبياء، وما يقوم به هو يعتبر من الأعمال المتعدية النافعة، التي لا يمكن أن تكون مرت على بعض المسؤولين الخليجيين الذين يصرون على التغريد خارج السرب. خلاصة القول: إن تعليم اللغة العربية من المهام الصعبة في المرحلة الابتدائية والإعدادية، وعلى المعلمين وأولياء الأمور تعليم نوعي الأفعال اللازم والمتعدي. ويبقى صوت المنادي يقول: أنت حر إذا لم تضر. دمتم بود [email protected]