11 سبتمبر 2025

تسجيل

إسرائيل تحتل مصر

23 أغسطس 2016

"لا يمكن اعتبار قتل الإسرائيليين أطفال فلسطين إرهابًا!!".. صاحب هذه العبارة ليس بنيامين نتنياهو أو أفيغدور ليبرمان أو حاخام يهودي بل وزير خارجية السيسي سامح شكري. وحتى أورد القصة بحذافيرها فإن شكري التقى مع أوائل الطلبة في مقر وزارة الخارجية يوم الأحد، وردًا على سؤال "هل قتل الإسرائيليين الأطفال الفلسطينيين يعد إرهابًا"؟ أجاب "لا يمكن أن يوصف بأنه إرهاب، دون اتفاق دولي على توصيف محدد للإرهاب، وهناك مصطلحات دولية مثل إرهاب الدولة، والذي تمارسه بعض الدول ضد شعوب خارج حدودها، أو قمع معارضين داخل حدودها، لكنها تدور في أطر سياسية". هذه العبارات التي تفوه بها أحد أعضاء حكومة السيسي تكشف النقاب عن الحد الذي وصل إليه التحالف الإسرائيلي السيساوي، وهو تحالف شيطاني آثم يعبر عن حالة من العداء للشعب الفلسطيني، وحالة من العداء للمزاج الشعبي المصري الذي لا يزال يرى في الكيان الإسرائيلي عدوا تاريخيا ووجوديا. ما قاله شكري لم ينبت في فراغ، بل جاء متسقا مع توجه السيسي وجنرالاته الانقلابيين الذين يرون أنفسهم جزءا من المنظومة الإسرائيلية الأمريكية، التي ترى في الإسلام والإسلاميين العدو الأزلي الوحيد، وهو تحالف تحدث عنه رئيس وزراء العدو نتنياهو ووزيرة خارجيته السابقة تسيبي ليفني صاحبة ملف "غزوات السرير"، إضافة إلى وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان. هذا التحالف الإسرائيلي مع بعض الأنظمة العربية، ومنها مصر، تحول إلى حقيقة، فقد صوتت 4 دول عربية لصالح إسرائيل لرئاسة اللجنة القانونية في الأمم المتحدة! وبررت وزارة خارجية السيسي تصويتها بأنه جاء نتيجة التزام مصر بالتصويت لإسرائيل. كلام سامح شكري يشكل حلقة جديدة من حلقات التحالف الإستراتيجي الإسرائيلي- السيساوي، فقد شن الكيان الإسرائيلي حملة دبلوماسية كبيرة في واشنطن وموسكو ولندن وباريس وبرلين وبكين من أجل تسويق انقلاب السيسي، وتفرغ السفراء الإسرائيليون في هذه الدول لهذه الحملة ردحا من الزمن، وعمل اللوبي اليهودي في واشنطن من أجل تثبيت حالة من الشرعية للسيسي ونظامه، وقد رد السيسي الجميل للكيان الإسرائيلي عندما صرح في نوفمبر 2014 أن حماية أمن إسرائيل هو الهدف من العمليات العسكرية في سيناء، وقال السيسي، في لقائه مع شبكة "فرانس 24" ما نصه: "إحنا لما بناخد إجراءات داخل سيناء بيبقى هدفنا تأكيد السيادة المصرية على أراضي سيناء، الحاجة رقم اتنين أننا لن نسمح بأن أرضنا تشكل قاعدة لتهديد جيراننا أو منطقة خلفية لشن هجمات ضد إسرائيل". وهو الأمر الذي دفع عومير بار ليف، عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "العمل" إلى القول: "إن أمن إسرائيل يعتمد في الواقع على عبد الفتاح السيسي، "ولا نعلم ماذا سيحدث إذا ما تم استبداله"، وكشفت القناة العاشرة الإسرائيلية أن التعاون بين الجيش والمخابرات في كل من إسرائيل ومصر يتجاوز كل التوقعات، وأن الجانب المصري يوافق على كل طلب يتقدم به الجانب الإسرائيلي، إذا كان متعلقًا بمواجهة الحركات الإسلامية "المتشددة" في سيناء وقطاع غزة. ثم جاءت تصريحات السيسي لوكالة "أسوشيتد برس، والتي قال فيها: إن "معاهدة السلام التي استمرت لما يقرب من 40 عامًا بين مصر وإسرائيل يجب أن تتضمن دولًا عربية أخرى". شكري على غرار السيسي يبرر في لقائه مع أوائل الطلبة الإرهاب الإسرائيلي، ضد الشعب الفلسطيني ويقول: "نظرًا لتاريخ إسرائيل فإنها مجتمع عنصر الأمن والأمان فيه مرتفع، ويسعى منذ 48 لإحكام سيطرته على الأراضي لتأمين نفسه"، وهي تصريحات دفعت الكاتب المصري وائل قنديل إلى الكتابة على صحفته على تويتر: "لا يمكن وصف سامح شكري بوزير خارجية مصر من دون تحليل الحمض النووي". ليس شكري وحده الذي يحتاج إلى تحليل الحمض النووي بل السيسي وجنرالاته وكل أركان حكمه، الذين يرون في الكيان الإسرائيلي حليفا وفي الشعب الفلسطيني عدوا، وهي حالة تؤكد أن السيسي مكن إسرائيل من احتلال مصر دون أن ترسل جنديا واحدا إلى هناك.