30 أكتوبر 2025

تسجيل

الخلود في الفضاء

23 أغسطس 2015

دائماً ما كان نصب عيني هذا السؤال الكبير لماذا يبحث الإنسان عن تخليد نفسه وأن يتذكره الجميع جيلاً وراء جيل حتى لو لم يكن موجوداً هو أو أحد من أحفاده؟ وكان منطقيا أن يكون الخلود بدءاً من ذرية تحمل اسمك مروراً بأعمال خالدة تنسب إليك أو بطولات تروى عنك أو اختراعات أو مؤلفات في كافة مناحي الإبداع تحمل اسمك . أما أن يكون الخلود الجديد بوضع اسمك على منطقة في الفضاء الخارجي وعبر مناطق تبعد عن الكرة الأرضية بملايين الكيلومترات، فهذا هو الجديد حيث نقلت وكالات الأنباء أن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تلقت أكثر من 177 ألف طلب من أشخاص حول العالم، بعدما أعلنت الوكالة يوم الأربعاء الماضي، أنه يمكن لأي شخص المشاركة في رحلتها للمريخ إنسايت في 2016 عن طريق إرسال اسمه لوضعه على الكوكب الأحمر منقوشا على رقائق السيليكون. وتستمر الوكالة في تلقي طلبات التقدم حتى 8 سبتمبر المقبل على موقعها الرسمي وعلى حسابها على موقع فيس بوك وتويتر٬ وتعد تلك الخطوة مهمة في اكتشاف الكوكب الأحمر، واعتبرت ناسا أنه من خلال المشاركة في هذه الفرصة لإرسال اسمك على متن إنسايت إلى الكوكب الأحمر، سيتبين لك أنك كنت جزءاً من تلك الرحلة ومستقبل استكشاف الفضاء. يذكر أن المركبة الفضائية أوريون حملت أسماء 1.38 مليون شخص على رقائق أيضا حيث كانت رحلة أوريون التجربة الأولى للمركبة والرحلة الأولى من نوعها، والتي سوف تحمل رواد فضاء إلى الفضاء بما فيها القمر٬ المريخ وباقي الكويكبات لاكتشافها. والشيء بالشيء يذكر فإن المِرِّيخ (Mars مارس) هو الكوكب الرابع في البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض ويصنف كوكبا صخرياً، من مجموعة الكواكب الأرضية (الشبيهة بالأرض). أطلق عليه بالعربية المريخ نسبةً إلى كلمة أمرخ أي ذو البقع الحمراء، فيقال ثور أَمرخ أي به بقع حمراء، وهو باللاتينية مارس الذي اتخذه الرومان إلها للحرب، وهو يلقب في الوقت الحالي بالكوكب الأحمر بسبب لونه المائل إلى الحمرة، بفعل نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثي العالية على سطحه وفي جوه. ويبلغ قطر المريخ حوالي 6800 كلم وهو بذلك مساوٍ لنصف قطر الأرض وثاني أصغر كواكب النظام الشمسي بعد عطارد تقدّر مساحته بربع مساحة الأرض٬ يدور المريخ حول الشمس في مدار يبعد عنها بمعدل 228 مليون كلم تقريبا، أي 1.5 مرة من المسافة الفاصلة بين مدار الأرض والشمس. والحق أقول لكم ربما يندهش بعضنا من تصور أن يكون مجرد وجود اسم أحدنا على رقاقة سيلكون في أقصى المجرة كفيلا بجلب السعادة أو كفيلا بتحقيق الخلود ولكن لدى البعض الآخر هذا باب من أبواب الخلود المنشود والذي يطمح إليه الإنسان منذ قديم الأزل لعلمه أن عمره مهما طال قصير وأن الذكر للإنسان عمر ثان كما يقولون. وأخيرا أؤكد أنها أذواق واختلاف ثقافات وأمزجة وسبحان الله مدبر الكون وحده له وحده الخلود والفناء سنة ومصير كل الكائنات فاللهم يا مالك الكون يا من تبقى ويزول غيرك يا من نواصينا بيدك اجعل خير أيامنا خواتيمها وارزقنا سيرة حسنة وأن يكون خير أيامنا يوم نلقاك إنك نعم المولى ونعم النصير.