15 سبتمبر 2025
تسجيلتنمية المجتمعات تبدأ من مؤسساته المدنية التي تتغلغل داخل همومه وقضاياه وترصدها بدقة متناهية لتحاول وضعها في مسار علمي تنموي واقتصادي يرفع إلى مؤسسات الدولة، أو تعمل تلك المؤسسات بصورة ذاتية متكاملة من أجل تغطية الثغرات التنموية وتطوير القدرات الفردية والاجتماعية ودعمها من أجل عمليات إنتاجية مبتكرة وتناسب كل فرد. من المهم أن تمارس منظمات المجتمع المدني أدوارها وأنشطتها بفعالية، لأنها يفترض أن توفر مساحات واسعة من الحراك واكتشاف القدرات وتفجير الطاقات وتحفيز كل فرد للقيام بدوره من أجل نفسه ومجتمعه ووطنه، ولكننا في الواقع لا نحسن إدارة أو تأسيس تلك المنظمات وذلك يضعف نظامنا الاجتماعي ويؤثر فيه سلبا.من الضروري والمهم أن نؤسس منظمات أو جمعيات قادرة على العمل ولديها الدافع التنموي الذي يجعلها تسهم مع الدولة في عملية البناء والتطور، والتراخي في دعم وتطوير عمل تلك المنظمات يجعل الدولة تسير ببطء مضاعف، فهي بمثابة ذراع أو قدم تمنح كل دولة قدرة أكبر على الحركة وتكشف لها القضايا الملحة وأولوياتها التي يتطلبها الحاضر والمستقبل.كثير من الدول نجحت في صياغة برامجها التنموية من خلال نشاط المنظمات المدنية، ولذا ينبغي ألا نقلل من قدرتها وأهميتها، فهي من الأهمية بما يجعلها ضرورية وأساسية في أي تخطيط للواقع على المدى القصير أو المتوسط أو البعيد، ويوفر عملها في العمق الاجتماعي استكشافا واقعيا وطبيعيا لمجريات العملية الاجتماعية واحتياجات المجتمع الفعلية.التنمية تبدأ من نشاط منظمات المجتمع المدني وتتطور العملية لتغطي كثيرا من القضايا الأخرى ذات الصلة بالمسار التنموي، ولأننا لا نحترم تلك المنظمات بالقدر الكافي ونجعلها معرضة للاستهانة بها وكأنها حاضنة للمتطوعين فقط، فإننا نعطّل إحدى أهم قدراتنا، لأننا حين نقيس أداء تلك المنظمات وفقا للقياسات في الدول التي تمنحها حقها الإيجابي في البناء، فإننا ندمرها بتعاملنا السطحي مع قيمتها وما يمكن أن تقوم به.تطور المنظمات المدنية يكشف عن تطور الدول والمجتمعات ويجعلها قابلة لمزيد من النمو، ولذلك لابد من إرادة وقوة دفع لتنشط تلك المنظمات والاستعانة بها في أي خطط أو برامج تذهب إلى المستقبل التنموي.. فقط لأنها دقيقة وقريبة للغاية من الواقع والحقيقة وما يهم الناس.