31 أكتوبر 2025
تسجيلأي فرح وسرور، أي عزة وكرامة، أي حب وولاء وانتماء، شعرت بكل هذه المشاعر وأنا أسمع كلمة سيدي سمو أمير البلاد المفدى بأُذنٍ مُحبة مستوعبة، وعقل يقظ منتبه وقلب ممتلئ بالحب والفخر، إن هذا الرجل العربي الأصيل هو أميري وزعيمي وقائدي الذي أفديه بروحي ودمي، كنت أستمع وعيناي دمعت فرحاً، إن العالم ما زال فيه رجال أنقياء أوفياء لا يعنيهم الكرسي والحكم بقدر ما يعنيهم حب الشعب الذي يحكمه والتفاني من أجل أن يظل شامخاً عظيماً، كرامته في السماء خفاقة، لا يخضع إلا لله الواحد القهار سبحانه. هل أقول أن الكلمات تعجز عن وصف حالي وحال أهلي وأبنائي ونحن نتابع الخطاب والكلمة بكل عزة وإباء وشمم، فخورين أننا ننتمي لهذا البلد المعطاء الذي أنجب هذا الرجل الذي أعطانا وأعطى العالم أجمع درساً بليغاً في كيفية إدارة الأزمات الكبيرة بحكمة بالغة وبمبادئ وشرف أصبحت الآن غير موجودة عند الكثيرين ممن يدَّعون أنهم حكام يقودون شعوباً كبيرة. والحق أقول إنني اليوم لن أرصد أهم النقاط المضيئة التي يمتلئ بها الخطاب التاريخي، فذلك يحتاج إلى صفحات كثيرة، وقد أفرد المحللون والأكاديميون، له الكثير منذ مساء الجمعة المبارك وحتى لحظة كتابة تلك السطور، بل أظن أن هذا الخطاب سيظل مؤثراً وهاماً وفارقاً لشهور طويلة قادمة، وسيكون نقطة مفصلية في تاريخ تلك الأزمة. ولكن ما يعنينني الآن هو ردود الأفعال المشرفة، والتي تجعل الجسد ينتفض ويمتلئ فخراً وعزةً وكرامةً وسعادةً أنه فرد من كتيبة تميم بن حمد الذي يحكم بلادنا بالحب ويدير بقلب عاشق لتراب هذا الوطن وشعبه الأبي الكريم، بل وكل مقيم على أرض قطر العزيزة الطاهرة حين انهمر سيل من الإشادة، وطوفان من الإعجاب، والغريب أنه أتى من دول الحصار ومن إعلاميين كانوا إلى وقت قصير يهاجمون ويفترون على قطر ويشوهون سمعتها، ولكن الخطاب أفحمهم جميعا وبهدوء وأقنعهم بقوة حجته وجزالة منطقه ونبرة الصدق التي تخللت نبرات صوت سموه، إن الخطاب خرج من القلب ليدخل القلب. وكما قلت أن سموه ارتفع بهاماتنا إلى السحاب في أعلى عليين، حين قال إن الحل يقوم على مبدأين؛ احترام سيادة كل الدولة، والإبتعاد عن الإملاء، وقال "أي حل يجب أن يكون تعهداً متبادلاً والتزاماً مشتركاً ملزما للجميع" وهي رسالة واضحة جلية، لا لبس فيها، إننا مستعدون لأي سلام ومودة وتقارب، ولكن نِداً لنِدْ وأخا لأخ بدون إملاء وبدون فرض وصاية أو شروط مسبقة، وما أوقع عليه والتزم توقعون عليه أيضا وتلتزمون. وهنا لا بد أن أبرز فرحة كل مقيم تواصل معي بكلام سمو الأمير، حين أشار إلى أن كل من يقيم على هذه الأرض أصبح ناطقا باسم قطر، معبراً عن اعتزازه بـ"المستوى الأخلاقي الرفيع للشعب في مقابل حملة التحريض والحصار". وأخيرا، إننا نعاهد سموه على السمع والطاعة في السراء والضراء، وإننا نفدي وطننا وسموه بأرواحنا ودمائنا، وأُكرر اعتزازي وفخري بقوله "القطريون تميزوا بالجمع بين صلابة الموقف والشهامة"، وأذهلوا العالم بحفاظهم على المستوى الراقي، على الرغم مما تعرضوا له"، لذا ومن هذا المنبر نبايعك ونعاهد سموكم أن نكون دائما عند حسن ظنكم، لله درك، ورب العالمين يحفظك يا أميرنا المفدى ويحفظ شعبنا ووطننا من كل مكروه وسوء، إنه نعم المولى ونعم النصير.