13 سبتمبر 2025
تسجيلالصبر حبس النفس على ما يقتضيه العقل و الشرع وهو ضبط النفس وقهرها على مكروه تتحمله أو لذيذ تفارقه و هو عادة الأنبياء والمتقين، وحلية أولياء الله المخلصين، وهو من أهم ما نحتاج إليه نحن في هذا العصر الذي كثرت فيه المصائب وتعددت، وقل معها صبر الناس على ما أصابهم به الله تعالى من المصائب والصبر ضياء، فقد تمر بالإنسان أوقات عصيبة ومصائب كثيرة فيحس باليأس ويكره الحياة ولايحب الناس عندئذ لا يستطيع فيها فعل شيء، فيكون في غاية الضعف والهزيمة يتضجر ويسخط وكأن هذه المصائب ليست من عند الله وكأنها ليست خيرا له ولكنه ينسى شيئا فعله قبله الكثير وأولهم الأنبياء و بالأخص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والذي يضرب أروع الأمثلة للبشرية في الصبر عند المصائب واحتساب الأجر عند الخالق سبحانه وتعالى، فالصبر هذا الخلق العظيم وهذه الصفة تجعل من صاحبها إنسانا ذا مكانة عالية وعظيمة، يتزين بالوقار والاتزان والحكمة فهدي الدين الحنيف يدعو الناس إلى كل خير لما فيه من صلاح حياتهم الدنيا وسعادتهم في الآخرة لذا فعلينا كأمة وسط وخير أمة أخرجت للناس أن نكثر من الطاعات فهي تدربنا على الصبر، والذي يجب علينا جميعا أن نتواصى به والنصح له والحرص على تقوى الله في جميع الأمور، لأن في ذلك سعادة الدنيا والآخرة وصفاء القلوب وصلاح المجتمع.فالصبر صفة يتسم بها المسلمون وتعتبر من صفاتهم وأخلاقهم التي يتسمون بها عن غيرهم والصبر يكون في جميع وجهات الحياة اليومية ونحتاج إليه في الحياة لكي نعيش بهدوء وعقلانية وحياة خالية من المشاكل، والصبر متعلق بالإيمان لذلك ينال المرء عليه الأجر والثواب فمن غمر قلبه الإيمان تزين بالصبر لأن هذا الخلق العظيم وهذه الصفة تجعل من صاحبها إنسانا ذا مكانة عالية وعظيمة يتزين بالأدب مع الله والاتزان والحكمة ويعطى الإنسان الهيبة واحترام الآخرين له، فالصبر صفة من صفات الأنبياء، وبالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وذوي الجبن والضعف والخور وعندما نتكلم عن الصبر فإننا نتكلم عن نصف الإيمان وعن مبدأ أساسي من مبادئ ديننا والذي يساعدنا على الصبر هو فهم قيمته ومعرفته، لأن الله فرض علينا الفرائض ليزكي أنفسنا ونتعلم منها الصبر وضبط النفس وقوة التحمل فمن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبر على أذى المشركين رغم أنه قادر على الدعاء عليهم بالهلاك ولكنه فضل أن يصبر عليهم رغبة في نيل الأجر من الله تعالى ورغبة في إسلامهم أو إسلام أبنائهم من بعدهم، فالصبر عند المصائب من الأشياء الواجبة على الإنسان وأنها سبب لتكفير ذنوبه وقد صبر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهو أفضل الخلق على الأذى الذي ناله من كل حد وصوب فهؤلاء قريش يحاصرونه وبنو هاشم في الشعب وأما أهل الطائف فلقي منهم ما لقي حتى إن ملك الجبال قال له: لو شئت أطبقت عليهم الأخشبين وهما جبلان محيطان بمكة المكرمة فقال لا: لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله، فالكثير من البلاء حصل له صلوات ربي وسلامه عليه في سبيل الدعوة لكنه صبر واحتسب، فعلينا الاقتداء برسولنا في الصبر والتحمل لكي ننال الأجر والثواب فالصبر على البلاء أو على المصائب أو على الإيذاء من الآخرين أو على أي شيء يحتاج منا إلى صبر فإننا بصبرنا ننال الأجر والثواب إن شاء الله وكذلك الصبر على ضيق الحياة وعسرها مثل أن يكون الإنسان فقيرا فعليه أن يصبر على ما قسمه الله له ولا يشكو إلى الناس وإنما يصبر ويشكو حاله إلى الله وعليه أن يصبر كما صبر رسول الله صلى الله علية وسلم.ومن أنواع الصبر المحمودة والتي يؤجر عليها المرء الصبر على طاعة الله تعالى لأن الطاعات تحتاج من الإنسان إلى بذل الجهد في القيام بها وأدائها على أكمل وجه مثل أداء الصلوات في أوقاتها وغيرها من الطاعات التي تحتاج إلى صبر وعزيمة في القيام بها والصبر على العبادة والامتناع عن الراحة والنوم وتحمل المشاق والمتاعب والالآم في سبيل التقرب بالعبادة إلى رب السموات فينال الأجر بغير حساب، وكذلك الصبر على المعصية، فالمغريات كثيرة لذلك نحتاج إلى الصبر العظيم والإرادة القوية لعدم الوقوع في المعصية، فالمسلم شخصيته اجتماعية تقف عند أوامر الله تعالى ونواهيه في السلوكيات عامة وكيفية المعاملة مع الناس، فمن هذا الأصل الكبير من أصول العقيدة الإسلامية تتفرع الأخلاق الاجتماعية التي يتحلى بها المسلم وعلى هذا الأساس المتين يقيم المسلم الصادق علاقاته الاجتماعية مع الناس، فهو صابر مع الناس جميعا لأن هدي الإسلام الذي تغلغل في كيانه علمه أن الصبر رأس الفضائل وأساس مكارم الأخلاق.