18 سبتمبر 2025

تسجيل

غياب الحياء

23 يوليو 2014

رمضان خير الشهر والصيام من أفضل العبادات وليلة القدر من أفضل الليالي وأمة الإسلام خير الأمم، فالمسلمون جميعا قدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعملون جميعا على إصلاح أخلاقيات وسلوكيات بل ومعتقدات الناس لذلك يجب على أبنائها ألا يعملوا على نشر الأفكار الهدامة والمعادية للدين أو إشاعة الفاحشة، فعلى المسلم أن يعلم أنه يعيش ويعمل في مجتمع إسلامي له قيمه ومبادئه التي يستمدها من الإسلام والتي من ضمنها سد أي باب يؤدي إلى مفسدة أو فاحشة، لذا لابد أن يكون كل منا أمينا صادقا في كل كلمة أو خبر ينقله لا يزيد ولا ينقص منه بما يغير معناه أو مضمونه، مما يفقد أفراد الأسرة وأبناء المجتمع ثقتهم بعضهم ببعض وهؤلاء الذين يعملون على زعزعة ثقة الناس بالخير والعفة، فالحياء من أعلى خصال الإيمان فعلى كل إنسان في رمضان، أن يعي أن الحياء ملاك الخير كله وهو عنصر في كل عمل يفعله الإنسان، فما كان الفحش في شيء إلا شانه وما كان الحياء في شيء إلا زانه.إننا في عصر التقنيات الحديث عصر غياب الحياء فأصبح الناس يرون مالا يحق لهم أن يروه ويتناقلون الكلمات التي تهوي بهم في النار سبعين خريفا لذا ينبغي على المسلم أن يزين نفسه بالحياء، فلو تجسم الحياء وصار محسوسا لكان رمزا للصلاح والإصلاح، فمن حياء المرء مع الناس أن يعرف لأصحاب الحقوق منازلهم وأن يؤتي كل ذي فضل فضله، وحياء العبد من ربه أن يتقي الله تعالى ويصبر ويخش الله عز وجل ويخاف منه، وحياء الخالق سبحانه وتعالى من عبده حياء كرم وجود وجلال، فإنه تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا، أما الحياء الذي بين العبد وبين الناس، فهو الذي يكف العبد عن فعل ما لا يليق به، فيكره أن يطلع الناس منه على عيب ومذمة فيكفه الحياء عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، والذي يستحي من الله يجتنب ما نهاه عنه في كل حالاته، في حال حضوره مع الناس وفي حال غيبته عنهم، وهذا حياء العبودية والخوف والخشية من الله عز وجل وهو الحياء المكتسب من معرفة الله ومعرفة عظمته، وقربه من عباده واطلاعه عليهم، وعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، وهذا يعد من أعلى درجات الإحسان، ومن يستحي من الناس لابد أن يكون مبتعدا عما يذم من قبيح الخصال وسيئ الأعمال والأفعال، فلا يكون سبابا ولا نماما أو مغتابا، ولا يكون فاحشا ولا متفحشا ولا يجاهر بمعصية، ولا يتظاهر بقبيح فحياؤه من الله يمنعه من فساد الباطن، وحياؤه من الناس يمنعه من ارتكاب القبيح من الأفعال والأخلاق الدنيئة، خاصة في هذه الأيام المباركة وهو صائم لله تعالى يبتغي عند الله العزة ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.إن الله إذا أراد بعبده هلاكا نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا فإذا كان مقيتا نزع منه الأمانة، فلم تلقه إلا خائنا مخونا، فإذا كان خائنا مخونا نزع منه الرحمة، فلم تلقه إلا فظا غليظا فإذا كان فظا غليظا نزع ربقة الإيمان من عنقه، فإذا نزع ربقة الإيمان من عنقه، لم تلقه إلا شيطانا، ومن قلة الحياء ضعف الغيرة في قلوب بعض الرجال والحياء في أسمى منازله وأكرمها يكون من الله عز وجل، فنحن نطعم من خيره وندرج على أرضه ونستظل بسمائه، فإن حق الله على عباده عظيم فلو قدروا الله حق قدره لسارعوا إلى الخيرات ولبعدوا عن السيئات خجلا من مقابلة الخير المحض، فإن على المسلم تنزيه لسانه من أن يخوض في باطل وبصره من أن يرمق عورة أو ينظر إلى شهوة، وأن يحفظ أذنه من أن تسترق سرا أو تستكشف خبثا، وعليه أن يفطم بطنه عن الحرام ثم عليه أن يصرف أوقاته في مرضاة الله.