13 سبتمبر 2025

تسجيل

ضرورة الاستثمار في طاقة التكرير لاستيعاب الطلب على النفط

23 يوليو 2014

يعاني قطاع التكرير في أسواق العالم من تقلص في هوامش أرباح عملياته دفع بالشركات إلى تبني خطط إغلاق المصافي والمحافظة فقط على المصافي ذات القدرات التحويلية العالية، وأصبح الاستثمار في طاقه التكرير ليس على سلم الأولويات حيث تركز عموم الشركات على الأنشطة التي تزيد من أرباحها وهي في الغالب تأتي من قطاع الاستكشاف والتنقيب والإنتاج، ولعل السبب الرئيس في معاناة المصافي هو نتيجة لوفرة الطاقة الإضافية، أضف إلى ذلك التشريعات البيئية التي فرضت على صناعة التكرير خصوصا في أوروبا، وكذلك ارتفاع أسعار النفط الخام لسنوات فوق المائة دولار للبرميل مقابل ضعف في أسعار المنتجات البترولية، بالإضافة إلى التوسع في مصادر الطاقة البديلة، ووضع الاقتصاد العالمي عموما ومنطقة اليورو خصوصا، لقد أسهمت هوامش الربحيـة المنخفضة للتكرير في الأسواق العالمية، وسن شروط بيئية صارمة للتحكم في الغازات المنبعثة من مصافي التكرير في الدول الصناعية إلى تقليص الاستثمار في بناء مصافي نفطية جديدة لتواكب الزيادة في الطلب على المنتجات النفطية، وخصوصا تحسين النوعية التي يتواصل عليها الطلب مثل المنتجات المتوسطة أي زيت الغاز والديزل، كما كان لإدراج التشريعات البيئية المتعلقة بتخفيض كمية الملوثات في الهواء وما ترتب عليها من ضرورة إنتاج مشتقات نفطية نظيفة في الوقت الذي لم تكن فيه معظم مصافي العالم مهيأة لإنتاج هذه المشتقات بكميات كافية إلى زيادة الطلب على النفط الخفيف منخفض الكبريت وارتفاع أسعاره.منذ أن عصفت الأزمة المالية والاقتصادية وأثرت على مختلف الأنشطة في أوروبا في الفترة 2008 – 2009، تذكر التقارير أنه تم إغلاق ما يقارب من 1.8 مليون برميل يوميا من طاقة التكرير في السوق الأوروبية، وتزامن معه وصاحبه ضعف وتحول في الطلب على الأوروبي في أوروبا وهو أمر متوقع أن يستمر لسنوات قادمة ولن يتوقف، وقامت العديد من الشركات العالمية مثل شل، اكسون، بي بي بإغلاق المصافي الغير مربحه في أوروبا وبدأت بالتركيز على المصافي ذات الوحدات والقدرات التحويلية العالية بينما قررت شركه شيفرون الخروج من قطاع التكرير في أوروبا من سنوات مضت، ولازالت شركه ايني الإيطالية والتي تمتلك 30% من طاقه التكرير في إيطاليا تعاني من النقابات ومن التشريعات البيئية والتي تتطلب استثمارات تصل إلى 7 مليارات يورو خلال 20 عاما القادمة من قطاع التكرير وهو أمر تستطيع عليه ربما فقط 5 مصاف في إيطاليا من أصل 12 مصفاة هناك، وهو ما يعني مؤشرات لإغلاق 60% من طاقه التكرير في إيطاليا للتعايش مع الشروط البيئية ومن المعروف أن إغلاق المصافي له تأثيرات اجتماعيه كبيره لأنه يعني فقدان وظائف كثيرة لعوائل كثيرة وهو أمر ليس سهلا وأن كان هذا المطلب ضروري حتى تتمكن المصافي من تحقيق أرباح في المستقبل.شركه توتال الفرنسية أيضاً تعتزم ترشيد تواجدها في أوروبا من خلال خطط لإغلاق المصافي الغير مربحه مقابل المحافظة على المصافي الكبيرة ذات القدرات التحويلية والتكسيرية العالية والمرونة، وتستهدف استمرار الاستثمار في تطوير تلك المصافي لاستيعاب الطلب هناك في أوروبا وتحقيق هوامش ربح معقولة.في المقابل، حققت شركه ريبسول من عملياتها التكريرية في أوروبا في النصف الأول من عام 2014 أرباحا معقولة وتنوي الاستمرار في الاستثمار لتطوير المصافي بما يتواكب وأنماط الطلب هناك.ورغم قيام العديد من الشركات العالمية بإغلاق مصافي عديدة في أوروبا والاقتصار على الحصه الضرورية في السوق، إلا أنه من الملاحظ أن الشركات الآسيوية سواء من الصين أو الهند أو روسيا تقوم باستحواذ وشراء المصافي في أوروبا ربما على أمل أن المستقبل يحمل في طياته أخبارا جيدة لقطاع التكرير.وفي العموم، نعتقد أن مجال الاستفادة من الممارسات المثلى في قطاع التكرير ما بين مختلف الشركات كبير من خلال تبادل الخبرات في المحافل الدولية والشركات الإستراتيجية ولعل استهداف الأسواق الواعدة أو تحقيق التكامل ما بين قطاع التكرير والبتروكيماويات هي أحد الاستراتيجيات لتعظيم الفائدة بالإضافة إلى التوسع في القدرة التخزينية التي تضمن المرونة وكذلك الاستحواذ على محطات بيع التجزئة وبيع وقود السيارات، وامتلاك قدرات تحويلية عالية كلها تدخل ضمن آفاق لتحسين هوامش أرباح المصافي.