14 سبتمبر 2025

تسجيل

إسرائيل تتجرع كؤوس الهزيمة المرة...

23 يوليو 2014

الجرائم المروعة التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في حرب غزة ( الجرف الصامد ) قد أثبتت على الملأ عقم تفكير و أسلوب قيادة الدولة العبرية في التعامل مع الحقائق و المستجدات الفلسطينية و الإقليمية و الدولية ، لقد تصور الجيش الإسرائيلي بقياداته المتغطرسة وبروحه العدوانية الفظة و بحكومته المتشنجة بأن الحرب في غزة مجرد نزهة عابرة في ظل الإنتكاسات التي يعانيها العالم العربي في العراق و الشام و مصر و أماكن أخرى ، كما تصورت القيادة الإسرائيلية بأن القوة المفرطة التي تلجأ إليها بين الفينة و الأخرى ستكون سدا منيعا أمام الإرادة الوطنية و ستكسر إرادة الصمود و التحدي الفلسطيني المقاوم و الذي لقن الاحتلال و آلته العسكرية العدوانية دروسا تاريخية في الهزائم المرة ، فحرب إبادة الشعب الفلسطيني ليست أبدا كالحروب التي شنتها إسرائيل في الماضي ضد الجيوش العربية الكارتونية و قياداتها الهزيلة كما حصل في حرب الأيام الستة الشهيرة في 5 حزيران/ يونيو 1967 وحيث إنهارت أنظمة العسكرتاريا الرثة والحزبية الفاشلة في مصر وسوريا في سويعات قليلة و تبخرت كل إدعاءات القوة الوهمية التي كانت تعتاش عليها تلك الأنظمة التي دمرت شعوبها من الداخل وكانت مجرد ظاهرة صوتية أمام الإسرائيليين ، في السابع من حزيران /يونيو عام 1981 و تحت هدير و ظلال مدافع وصواريخ الحرب العراقية/ الإيرانية تمكن الطيران الإسرائيلي من تدمير المفاعل النووي العراقي ( تموز ) في ضربة جوية خاطفة ( عملية بابل )! لم تجد للأسف ردا صارما ! ، وفي السادس من حزيران/ يونيو 1982 و تحت شعار حماية الداخل الإسرائيلي من هجمات المقاومة الفلسطينية في لبنان وقتذاك شن الجيش الإسرائيلي زمن المقبورين مناحيم بيغن ووزيره الإرهابي إيريل شارون عملية ( سلامة الجليل ) لحفظ وضمان نظرية الأمن الإسرائيلي ! ، وهي العملية التي تطورت لتشمل إجتياح العاصمة اللبنانية بيروت وطرد منظمة التحرير الفلسطينية من هناك ، وتدبير المجازر البشرية المروعة ضد الشعبين اللبناني و الفلسطيني كما حصل في مخيم صبرا وشاتيلا ، وقد جرت مياه ودماء عديدة تحت كل الجسور وقتذاك ، وحاول الإسرائيليون فرض منطق الهزيمة و فرض سياستهم و ما إستطاعوا لذلك سبيلا ، بل نهضت المقاومة كطائر الفينيق الأسطوري و فجر الشعب العربي الفلسطيني إنتفاضة الحجارة التي تطورت ليستعيد الشعب الفلسطيني زمام المبادرة و ليفرض رؤيته و يضع حريته و انعتاقه أمام الضمير الإنساني و نجح في إنتزاع الإعتراف الدولي بحقوقه الوطنية المشروعة و استطاع بإيمان المجاهدين تعرية المواقف العنصرية الإسرائيلية و كسب قلوب العالم الحر المحبة للسلام التي تخرج اليوم بالملايين في عواصم الدنيا تستنكر جرائم الإحتلال الإسرائيلي التي تجاوزت كل الحدود و تحولت لإرهاب حقيقي ضد الإنسانية ، فالجرائم البشرية المروعة ضد الجنس البشري التي مارستها آلة الحرب الصهيونية و عربدتها في لبنان ثم في فلسطين وما يدور في غزة البطولة حاليا هي تعبير فض و أهوج عن حالة اليأس و الهزيمة المرة التي تواجه إسرائيل لأول مرة في تاريخها المعاصر وحيث استطاعت المقاومة الفلسطينية في غزة تحديدا من إسقاط نظرية الأمن الإسرائيلي و تمزيق ورقة الحدود الآمنة التي كانت تتذرع بها إسرائيل في صفحات الصراع السابقة ، لقد كان واضحا بأن النية الإسرائيلية كانت مبيتة سلفا على الانتقام من الشعب الفلسطيني عبر محاولة إجهاض و إفشال المصالحة الوطنية الفلسطينية و محاولة دق أسفين قاتل بين الفلسطينيين، ولكن الإرهاب الإسرائيلي ستكون له نتائج عكسية بالكامل بعد أن مني بالهزيمة الساحقة ، فمصرع مئات المدنيين الأبرياء بالغارات الإسرائيلية الإنتقامية بما فيهم مئات من الأطفال هو عملية إرهاب دولة ضد الإنسانية بإمتياز ، وهي جرائم جنائية لن يفلت من براثنها من إرتكب تلك الجرائم المروعة التي ستضاف لسجل إرهابي خالد لقادة إسرائيل منذ أيام عصاباتهم الإرهابية في أربعينيات القرن الماضي ، قادة إسرائيل يتجرعون اليوم بعد خسائرهم المروعة كؤوس الهزيمة المرة و المسمومة و يواجهون العالم بأسره و تسفك دماء قوات نخبتهم و يؤكد العملاق الفلسطيني الحر إستعادته لزمام المبادرة ، وترسم فصول جديدة من فصول حرية الشعب الفلسطيني بدماء أبطاله وأطفاله ونسائه ، لاسبيل أمام قادة إسرائيل إلا الانصياع التام للإرادة الدولية و تلبية مطالب الشعب اللفلسطيني المشروعة و الإنسانية ورفع الحصار الظالم دون قيد ولا شرط و تنفيذ كل المواثيق والمعاهدات والقرارات الدولية ذات الصلة، وبعكسه لن يحصد رؤوس العدوان سوى الهزيمة المرة، لقد تبدلت بالكامل أوراق وطبييعة إدارة الصراع، واسترد الشعب الفلسطيني قراره الوطني الحر وهزم قوى الشر والعدوان، وحول أحلام المستوطنين لكوابيس ثقيلة ستكون لها تبعاتها الداخلية المريرة على الداخل الإسرائيلي.. لقد هزم الإسرائيليون وانتصر الأحرار ، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.