19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بقدر غياب الجيوش العربية عن فلسطين، غابت فلسطين عن شاشة السينما العربية، مقتصرة ـ حين تحضر ـ على رؤية سطحية وخطاب فج، إلا قليلا. وربما يمثل فيلم "الفدائي" الذي قام ببطولته في نهاية الستينيات "غسان مطر"، استثناء باتجاه محاولة تقديم رؤية من الداخل، لكنه استثناء مصاب بالخطابية والافتقار إلى رؤية إنسانية ولغة سينمائية حقيقية، ويمكن تلقيه فقط في إطار كونه بيانا سياسيا.ومن المدهش أن الأخوين الفلسطينيين "إبراهيم وبدر لاما" من مؤسسي السينما المصرية والعربية الأوائل، لكن لائحة أفلامهما خلت من فيلم واحد يذكر فلسطين ولو بلفظ عارض!الأخوان لاما ولدا لأبوين فلسطينيين، هاجرا من بيت لحم إلى تشيلي مطلع القرن الماضي. وفي العام 1926 قرر الأخوان العودة إلى فلسطين مصطحبين معهما على الباخرة معدات سينمائية للشروع في إقامة صناعة سينما، لكنهما لم يكملا رحلتهما، فمع توقف الباخرة في الإسكندرية قررا البقاء فيها، ربما بسبب الأوضاع غير المستقرة في فلسطين، أو بسبب ما كانت الإسكندريةتتمتع به من انفتاح حضاري. وفي الإسكندرية أسس الأخوان لاما "نادي مينا فيلم" السينمائي، ثم شركة "كوندور فيلم" منتجة فيلم "قبلة في الصحراء"الذي يعده الكثيرون أول فيلم عربي روائي طويل ـ عرض في مايو 1927 في سينما "كوزموجراف" ـ وحتى العام 1951 كانت هذه الشركة قد أنتجت 62 فيلماً روائياً طويلاً، جاءت خلوا من القضية الفلسطينية.أما الأفلام الروائية التي تم تصويرها داخل فلسطين المحتلة، فيبرز منها فيلم "الجنة الآن" للمخرج "هاني أبو أسعد". الذي يتناول الـ48 ساعة الأخيرة في حياة شابين يستعدان لعملية استشهادية داخل الأرض المحتلة. وقدتم ترشيحه مع 5 أفلام أخرى لأوسكار أفضل فيلم غير أمريكي في العام 2006.وحصل على جوائز: مهرجان برلين للسينما العالمية 2005، الفيلم الأوروبي 2005، العجل الذهبي من هولندا 2005، غولدن غلوب 2005، مهرجان دوربانللسينما العالمية في جنوب إفريقيا 2005. وعرض الفيلم الذي يستغرق عرضه 90 دقيقة في 45 دولة، وبديهي أن الفيلم تعرض لضغوط كبيرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، سواء أثناء تصويره حيث تعرضت سيارة العاملين في الفيلم للقصف ما أدى إلى انسحاب 6 منهم وتخليهم عن الفيلم نهائيا، أم بعد لإنجازه، حيث تظاهر عدد من الصهاينة ضد ترشيحه للأوسكار، وطالبت سلطات الاحتلال إدارة جائزة "غولدن غلوب" بعدم الإشارة إليه بصفته فيلما فلسطينيا.وبشكل عام تعاني السينما الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة قسوة مقص الرقيب وتعنت شروط الاحتلال، وفي المهجر تعاني السينما الفلسطينية جراء شروط التمويل الأجنبي، لدرجة يصبح معها من المشروع أن نسأل: أهي سينما فلسطينية خالصة؟ أم نصف فلسطينية ونصف أوروبية ـ وربما إسرائيلية ـ حسب طبيعة الممول؟وأيا كانت إجابة السؤال فمن الواجب الإشارة إلى فيلمين روائيين هما: "عائد إلى حيفا" ـ 1982 ـ و "عرس الجليل" ـ 1987، اللذين يشكلان مع فيلم "كفر قاسم" إضافة كبيرة إلى رصيد الفن ورصيد المقاومة أيضا.