17 سبتمبر 2025
تسجيلوجدت نفسي في مكان بارد موحش لا أنيس ولا ونيس على قمة جبل عظيم، كيف أتيت إلى هنا ماذا أفعل في هذا المكان، لو كان تسلق الجبال بمثل هذه السهولة لتسلقت كل جبال العالم وأنا على سريري، لكن الحقيقة دائما مخالفة للأحلام، الإنسان يتمنى ويتمنى ويتمنى الذي يحقق أمنيته هو الذي يعمل ويصبر ويجتهد، كلنا قادرون على قراءة القرآن الكريم ولكن كم واحد منا لديه ورد يومي منه، كلنا قادر على الصلاة في المسجد ولكن كم واحد منا يحافظ ويداوم عليها، يقولون الراحة لا تجلب الراحة والكسل لا يجلب المجد والعز، الله عز وجل يقول "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" يقولون إذا أردت النجاح والفوز اختر دوما أصعب الأمرين إليك إذا حدثتك نفسك أنام أم أستيقظ لصلاة الفجر أمارس الرياضة أم أشاهد التلفاز أقرأ كتابا أم أخرج مع الشباب، الناجحون دائما يختارون أصعب الأمرين لعلمهم أن الراحة لا تجلب الراحة بل تجلب الشقاء، تأمل قول الرب عز في علاه "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" العمل الصالح مع الإيمان هو الجالب الحقيقي للسعادة في الدنيا والآخرة، صعود الجبال صعب في الواقع سهل في الخيال والأحلام ولا أريد من شبابنا إلا أن يعيشوا الواقع العمل الجاد لبناء أمة قال فيها الرب "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ" اعقلها وتوكل، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا ولا تجل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا آمين.