25 سبتمبر 2025
تسجيلنحن في شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران تتنزل فيه الملائكة وتطهر فيه النفوس وتسمو وترتقي ويكون بينها التواصل والتسامح. للاسف فان هناك أقواماً لايبالون برمضان ولا غيره من الأشهر وتتساوى عندهم الموازين ويكون اكبر همهم هو الدنيا الفانية وزيادة جمع الاموال بأي طريقة كانت وأولها الطريقة السهلة والمحببة لديهم وهي أكل أموال الفقراء والمساكين بالباطل واذلالهم في لقمة عيشهم. اشتكى لي احد الموظفين الضعفاء في شركة محلية صاحبها ومديرها قطري. بعد ان ضاقت به الدنيا وسدت أمامه كل الأبواب ولم يبق سوى باب واحد مفتوح على مصراعيه يدخله في اي وقت يشاء. حادثني ودموعه تحتبس في مقلتيه لعلي اكون سببا في توصيل رسالته الى ذلك الانسان ان بقى لديه شئ من الانسانية. مشكلته مع الكفيل الذي يتعامل مع العمال باسلوب لا يستطيع ان يجاريه فيه أحد. فحينما يصل العامل الى بلد الأحلام الوردية وقد دفع الكثير حتى رأت عيناه هذه البقعة من الارض يوقعه على انه استلم مصاريف نقدية لتسيير أموره ومن ثم تخصم من راتبه بعد ان يعمل ولا يستلم اي شيء وانما هو توقيع الكثير من العمال يجهل لماذا هو يوقع لعدم معرفته باللغة وكذلك حبا منه للعمل. بعدها يتم تأخير الرواتب لمدة لا تقل عن خمسة شهور " اعطوا الأجير اجرة قبل ان يجف عرقه ". طبعا اين وزارة العمل عنهم؟! الجواب لايمكن كشف ذلك لأن كل الموظفين لديهم تواقيع صورية بأنهم قد استلموا رواتبهم كاملة وفي وقتها وكشوفات المحاسبة تثبت ذلك "غش واحتيال" ويزيد عليها بأن الشركة الموقرة قد دفعت لهم سلفا لم يسددوها حتى الأن!!. لماذا لا يشتكي العمال لدى وزارة العمل؟ يقول هذا الموظف البسيط صاحب راتب الـ1500 ريال،انه يعمل لسنين طويلة مع هذا الكفيل الذي لم يرحمه ولم تشفع له خدمته في اي مراعاة وفي كل مرة يطلب هو او غيره من العمال اجازة بعد مضي سنتين من وجودهم في البلد يطلب منهم الكفيل التوقيع على وصل امانة بان الشركة قد منحتهم 15 ألف ريال وهذا هو ثمن الخروجية حتى يضمن عودتهم. فيجتمع على العامل وصل مبلغ قدومه للبلد ورواتب خمسة شهور ومكافأة الشهر عن كل سنة ووصل الأمانة بـ15000ريال ويترك كل ذلك ان أراد الخروجية فهل هناك ذل اكثر من ذلك؟ هذا العامل بعد ان رجع من الأجازة يرفض صاحب الشركة منه العمل لأنه يطالب بحقوقه. ويقول له ان أراد الحصول عليها يلغي اقامته وان أراد نقل الأقامة يتنازل عن كل شيء بما فيها مكافأة نهاية الخدمة، فماذا يعمل وهو حاليا عاطل عن العمل؟! واذا أراد أن يشتكي كما فعل غيره قبله يطلب الكفيل من وزارة العمل عن طريق محاميه تحويل الشكوى الى المحكمة، والمحكمة مع التأجيلات لا تظهر النتيجة قبل ستة شهور فمن اين يمكن ان يعيش وهو لم يستلم راتب شهر فبراير حتى الآن..؟! والديون عليه في ازدياد. هذا العامل ليس الأول وسبقه الكثير لم يحصلوا على شيء فمنهم من قال له انا خصمك يوم القيامه وبعد ايام توفاه الله ومنهم من حاول قتل نفسه بقطع شرايينه وغيرهم الكثير... هذا نموذج قد وصلني وتحققت من امره ولم اتوقع ان تصل الأمور عند بعض البشر الى هذا الحد من اذلال الناس واستعبادهم وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا. فكيف يرضى هذا الكفيل ان يدخل على اولاده "ريال حرام" اغتصبه من حق مسكين ومظلوم. وهو امام الناس يصلي ويصوم ويذهب للعمرة كثيرا!! ولكنه يتلذذ في تعذيب البسطاء. انني ادعوه وغيره ونحن في هذا الشهر الكريم ان يتقي الله ويعطي كل ذي صاحب حق حقه.