18 سبتمبر 2025

تسجيل

الطلاب العرب في الخارج.. هوية جديدة

23 يونيو 2019

في يونيو/حزيران من كل عام؛ يتخرج آلاف الطلاب العرب في الجامعات الغربية بأوروبا وأميركا الشمالية، وتتضارب التعريفات والأرقام والمعلومات عن هذه الفئة المتزايدة والمهمة ودورها في المجتمع العربي، والتي تعتبر اليوم بلا شك «مخزن الخبرات وأكبر قوة قادرة على التغيير المجتمعي والفكري في مجتمعنا».. هم «القادمون» لا محالة بأكبر حراك مرتقب للتغيير الفكري سيعرفه العالم العربي في العقود الثلاثة المقبلة. ويبقى السؤال الأكثر تعقيدًا هو متى؟ ولماذا يتراجع العالم العربي فكريًّا واجتماعيًّا رغم تزايد أعداد متعلميه بالخارج؟ وما الأسباب؟ وأين يكمن الحل؟ وما مشهد حركة العقول في العالم العربي في الثلاثين سنة المقبلة؟ وكيف تلعب دول الخليج دورًا أساسيًّا في الحراك العلمي للعالم العربي؟ ◄ من هم «القادمون»؟ يسافر سنويا ما يقارب مائة ألف طالب يحملون جنسيات عربية للدراسة بالجامعات الأميركية والكندية والأوروبية والأسترالية؛ حسب التقارير الأممية لليونيسكو في 2012 والمحدثة بتقرير المعهد الدولي للتعليم في 2018، وهم يشكلون ما يقارب 6% من نسبة الطلبة المغتربين في الجامعات الغربية، التي يحتل الطلاب الصينيون نصيب الأسد في عدد الطلبة المغتربين فيها. «بالنظر إلى الإحصاءات الصادرة من الجهات الرسمية العربية لجنسيات الطلبة العرب المبتعثين بصورة رسمية؛ تحتل السعودية والكويت وفلسطين والأردن النصيب الأكبر. وتغيب عن هذه الإحصاءات أعداد كبيرة ممن يسافرون على نفقتهم الخاصة أو بمنح غربية، وتمثل هذه الفئة ما يقارب 36 ألفا سنويا من جنسيات مختلفة، أغلبهم من مصر والمغرب وتونس والجزائر» وهذه الأرقام في تزايد مطرد نتيجة حركة هجرة العقول المستمرة بسبب عدم الاستقرار الذي تمر به المنطقة. وبينما يعود 82% من الطلاب الصينيين إلى بلادهم؛ لا يعود إلا ما يقارب 5% من الطلبة العرب إلى دولهم الأصلية، حسب الدراسات. ونعرّف هنا الطلبة العرب المغتربين بأنهم الطلاب الذين يتحدثون اللغة العربية في الجامعات الغربية، ويمكن تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات: 1- المغتربون العرب القادمون مباشرة من موطنهم الأصلي. 2- المغتربون أبناء المهاجرين في دول الخليج. 3- أبناء الجيل الثاني من المهاجرين العرب في الغرب، وهم يحملون جنسيات دول نشأتهم ولا تشملهم الدراسات المذكورة أعلاه. وسنختصر هذه الشرائح الثلاث في مصطلح «القادمون». وتتفاوت هذه الشرائح الثلاث في رؤيتها للتعلم والتأقلم مع الحياة في الغرب، والحنين والانتماء والانشغال بهموم الوطن الأصلي. وسيكون كل من هذه الفئات موضوع مقال ودراسة مستقلة؛ ولكننا سنرصد هنا ملاحظات عامة عن «القادمون» من خلال عدة لقاءات باتحادات الطلاب العربية في الجامعات الغربية في السنوات العشر الماضية، وذلك في غياب إحصاءات دقيقة عن الفئات الثلاث المكونة لهذه الشريحة المجتمعية المهمة. بالنظر إلى الإحصاءات الصادرة من الجهات الرسمية العربية لجنسيات الطلبة العرب المبتعثين بصورة رسمية؛ تحتل السعودية والكويت وفلسطين والأردن النصيب الأكبر. وتغيب عن هذه الإحصاءات أعداد كبيرة ممن يسافرون على نفقتهم الخاصة أو بمنح غربية، وتمثل هذه الفئة ما يقارب 36 ألفا سنويا من جنسيات مختلفة، أغلبهم من مصر والمغرب وتونس والجزائر. وفي مجمل هذه التصنيفات؛ يرى المراقب أن أبناء المقيمين العرب في دول الخليج هم بلا شك الشريحة الكبرى في الطلبة العرب بالجامعات البريطانية والأميركية، يليهم مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي خاصة السعودية. ويرجع التزايد الملحوظ في أعداد أبناء الفئة الثانية من المغتربين إلى عدة عوامل اجتماعية واقتصادية مركبة، تتمركز حول وجود ظروف اجتماعية ومادية متميزة للآباء تسهل إرسال الأبناء للدراسة بالخارج. «مفهوم الغربة لطالب العلم يختلف تمامًا عن مفهومه للاجئين والمهاجرين من فئات مختلفة؛ فالغربة للطالب العربي لا تعني وجوده في مكان بعيد عن وطنه بقدر ما تعني عدم وجود مكان للعودة إليه». الجزيرة نت