16 سبتمبر 2025

تسجيل

بهجة ليلة العيد

23 يونيو 2017

إن ليلة العيد ليلة مليئة بالفرحة والسعادة والسرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابَه بالخروج إليها، وكذلك أمر أن يخرج لها النساء، حتى الحُيَّض من النساء، وذلك مما يدل على فضل ذلك العيد، وحتى يشعر الناس جميعًا بالسعادة والفرحة ويتبادلون الابتسامات والترحيب والتهنئة على تلك الأيام الجميلة‏.‏فعلى كلٍّ منا أن يتجمَّل في هذه الأيام ويرتدي الطيب من الثياب، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتجمَّل في ليلة العيد، وفي ذلك نشرٌ للبهجة على أطفالنا حينما يشعرون أنهم سيرتدون ثيابًا جديدة وسيخرجون ويشاهدون المسلمين جميعًا وهم في أحسن ثيابهم، وسيبادلونهم التهنئة بالعيد. ويُشرَع في فجر تلك الليلة أكل التمرات وِترًا قبل صلاة عيد الفطر، ليتحقق الإفطار؛ فعن علي -رضي الله عنه- قال‏:‏ «مِنَ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى العِيدِ مَاشِيًا، وَأَنْ تَأْكُلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ». [أخرجه الترمذي].وعلينا أن نتذكر الفقراء والمساكين والمحتاجين في تلك الليلة ونُشرِكهم هذه الفرحة، فربما اشترينا لأبنائهم ملابسَ جديدة فنُدرك وقتَها ثوابين، ثوابَ إدخال الفرحة على مسلم، وثواب التصدق على الفقراء ليلة العيد، وما أعظم ذلك عند الله.وعلينا أن نتذكَّر رَحِمنا ونصلهم في تلك الليلة ونسأل عليهم، ونُدخِل على قلوبهم السرور. بل علينا أن ننشر البهجة فيما بيننا في هذه الليلة وطيلة أيام العيد، فهي سنة من سنن نبينا صلى الله عليه وسلم، واعتراف بنعمة الله علينا، فالعيد من نِعَم الله علينا.فمن الجميل أن تسهر الأسرة في هذه الليلة وتُعدِّد من أعمال الخير فيها، فتنظر إلى جارها الفقير، وتود أقاربها وتصل رحمها، وتنشر البهجة بين أطفالها، بل ونتذكر شُكرَ الله على هذه النعمة.فإذا حل الصباح وحضرت الصلاة ذهبوا بملابسهم الجديدة تغمرهم الفرحة لأداء صلاة الفجر وصلاة العيد. وما أجمل تلك التكبيرات وأنت خارج وترفع صوتك بذكر الله (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد). ‏ففي العيد تتقارب النفوس على الود، وتجتمع على الألفة، وفي العيد يتناسى ذوو النفوس الطيبة أضغانَهم، فيجتمعون بعد افتراق ويتصافون بعد كدر، ويتصافحون بعد انقباض، وفي ذلك كله تجديد للصلة الاجتماعية بين الناس على أقوى ما تكون حبًّا ووفاءً وإخاءً كما تتجلى قوة البناء الاجتماعي للمسلمين في أداء الصلاة لهذا العيد وغيره من أعياد وهو من أكبر الشعائر الإسلامية التي تعطِي القوة للمسلمين أمام الأمم الأخرى.ولا ننسى أن المجتمع السعيد هو الذي تسمو أخلاقه الاجتماعية في العيد إلى أرفع ذروة، ويمتدُّ شعوره الإنساني إلى أبعد مدى، وذلك حين يبدو في العيد متماسكًا متعاونًا متراحمًا، حتى يخفق فيه كل قلب بالحب والبِرِّ والوُدِّ.