16 سبتمبر 2025

تسجيل

العافية في الدار الآخرة

23 يونيو 2015

العافية في الآخرة هي العافية الحقيقية التي يسعى إليها كل مسلم موحد، هي التي من أجلها أتعبت الأبدان وبكت وذرفت منها العيون وتورمت الأقدام واسودت الجباه ووجلت منها القلوب إنها الفوز برضوان الله بالقرار في الجنة والنعيم والنجاة من النار والسعير، يقول تعالى (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) العافية في الدار الآخرة لأهميتها سألها رسول الله ربه عز وجل لنفسه ونصح الأمة بسؤالها فكان إذا أصبح يقول (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة) العافية في الآخرة أن يسلم المرء من أهوال القيامة وشدائدها وما فيها من أنواع العقوبات العافية في الآخرة أن يمر المرء على الصراط فيعبر بسلام إلى الجنة والرضوان وصف رسول الله مرور الناس على الصراط، فمنهم كالبرق والطرف وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب وكهرولة الرجل، ورمل الرجل ومشي الرجل وآخر من يدخل الجنة رجل قد لوحته النار، كل على قدر عمله حتى ذكر أن الصراط مظلم مدحضة (مزلقة) لا تثبت عليه القدم إلا من ثبته الله فلا نور ولا ضياء إلا بما قدم الإنسان وعليه كلاليب مأمورة بقبض أهل النار ورسول الله واقف في آخر الصراط: يا رب أمتي أمتي، والملائكة تدعو، يا رب سلم سلم فناجٍ مسلم ومخدوش مسلم ومكور في النار على وجهه العافية في الآخرة أن تكون في الجنة فتتشرف برؤية الله تعالى كما أخبر في القرآن والسنة أن المؤمنين في الجنة يرون ربهم ويعرفونه، يقول تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة...) والزيادة في الآية هي رؤية الله تعالى كما فسرها المفسرون وفيها حديث يرويه الحكيم الترمذي قال: سئل رسول الله عن الزيادتين في القرآن قال: النظر إلى وجه الرحمنوقال رسول الله (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تُضامون في رؤيته) رواه البخاري وقال الله تعالى عن الكفار (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) محجوبون عن رؤية خالقهم ورازقهم العافية في الآخرة عندما يؤتى بالموت كأنه كبش فيعرفه الخلق فيذبح ثم يقال (يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت)