30 أكتوبر 2025
تسجيلدريمة هي المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام، وهذا المسمى لنبتة قطرية صحراوية تتحمل قساوة الصحراء، وقد أختير هذا الاسم للدلالة على المعاناة التي يمكن ان يستحملها اليتيم.. ولو اني وجدت بأن الأيتام في دريمة يجدون كل الرعاية والاهتمام التي لا يمكن ان توصف في مقال ولا يكفيها أن توضع لها عشرات الصفحات. هي دار ايواء للأيتام على مستوى خمس نجوم.. بها المباني الجميلة والنظيفة ذات المستوى الراقي والفرش المتكامل الأنيق والرفاهية اللا محدودة مع الخدمات المتطورة.. الغرف في الفلل تتناسب مع اعمار الأيتام لما تحتويه من ديكورات جذابة ومحببة، والمشرفون مناوبون لخدمتهم على مدار الساعة بل ويعيشون معهم.. ولديهم عيادة طبية.. ومطبخ مركزي يقدم افضل الوجبات تصلهم إلى اماكن سكنهم وكذلك خدمة كي الملابس وحتى المرطبات والوجبات الصغيرة المحببة للأطفال يجدونها.. مثلهم مثل اي اسرة تعيش خارج المجمع بل بالعكس قد يكونون هم افضل بكثير، وتقدم دريمة انشطة عديدة لملء فراغ الأيتام وتنمية هواياتهم بالأضافة إلى المكتبة المتطورة التي تساعدهم على حب القراءة والإبداع الثقافي والعلمي.ويجدون وسائل الترفيه والألعاب وممارسة الرياضة والسباحة في النادي المخصص لهم ولأصدقائهم لإمكانية دمجهم في المجتمع وتعرفهم إلى اقرانهم من الأطفال كي يشعر الجميع بالمشاركة المجتمعية دون تفرقة او عنصرية.المواصلات المتوفرة لهم تنقلهم من وإلى مدارسهم لتحقيق مبدأ الاندماج مع الآخرين في المدارس القطرية.. بالإضافة لما تقدمه لهم دريمة من دروس تقوية خصصت لها فصول مستقلة داخل المجمع، وتؤمن دريمة الرحلات الترفيهية في داخلها وخارجها ومن اهم الرحلات التي استمتع بها الأطفال وركبوا الطائرة لأول مرة في حياتهم هي رحلة الخطوط القطرية دوحة ـ دوحة وتمكنوا من رؤية قطر من الجو..الأيتام في دريمة مقسمين إلى اربع فئات:الأيتام مجهولي الأبوين.الأيتام مجهولي الأب.الأيتام من أحد الأبوين المعلومين او كلاهما وليس لهم اقرباء للرعاية والاهتمام.الأيتام المحرومين من ذويهم في الأسر المتصدعة بعد دراسة حالاتهم كأبناء (السجناء، المرضى العقليين، المدمنين، المهملين).الجهات المختصة تتعاون مع دريمة بشكل كبير وخاصة الداخلية والصحة والمحاكم منذ اللحظة الأولى في العثور على الطفل، كما في حالة الأيتام بالفئة الأولى وتبلغ دريمة فورا به وتقوم دريمة باحتضانه واعطائه اسما مؤقتا.سياسة دريمة أن لا يتواجد بها ولا طفل لأنها إنما تهيئ الفرصة المناسبة للأيتام للعيش فيها حتى عودتهم إلى مكانهم الطبيعي وسط المجتمع وهي تعتبر نفسها انما هي مكان عبور لا استمرار.ولاحتضان طفل من دريمة هناك شروط عديدة ودراسات مستفيضة تجريها دريمة على المتقدم بطلبه في هذا الشأن، منها على سبيل المثال بأن يكون المتقدم لاحتضان طفل: قطري الجنسية ومقيم في قطر وعمره بين 25و45 سنة، وان تتطابق بشرته مع أحد الأطفال الموجودين وليس كما كان يحدث في الماضي قبل اشهار دريمة...!! والأم المتقدمة لطلب الحضانة لا ترى الطفل ولا تختاره وانما يعطى إليها بعد أن تجتاز هي وعائلتها كل الدراسات من قبل الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين وغيرهم من الباحثين، وبعد ان يعرض على اللجنة المكونة من عدة جهات مختصة بالدولة وان تستطيع احدى قريباتها رضاعته حتى يحل شرعا للعائلة.. واتمنى أن يكون في القريب العاجل فتوى شرعية لجهاز يستطيع ان يدر الحليب من صدر الأم ولو لم ترضع احدا، دون عناء البحث للرضاعة من الأقارب.. حينها يسلم الطفل إلى الأم بشكل تدريجي بحيث تحضر دورة تدريبية داخل دريمة تمكنها من معرفة طريقة العناية به، بعد ذلك تختار له الحاضنة الاسم الرباعي الدائم دون تطابق اسم الأب ولا وجود لاسم العائلة ولو انني اتمنى أن يعطى نفس اسم العائلة حتى لا يكون عاملا نفسيا مؤثرا على الطفل في المستقبل، وهذا الأمر ليس خطأ فهناك عائلات قطرية كثيرة لديها من هو متعلق بها فما المانع ان يكون لليتيم هذا..!!. ويكون له الاسم الرباعي الدائم ويسجل ذلك في شهادة الميلاد ويمنح الجنسية القطرية وتستمر المتابعة والزيارات الميدانية من قبل الاختصاصيين لسنوات عديدة لبيت العائلة الحاضنة للتأكد من قيام الأسرة برعايته بالشكل الصحيح.تحتضن دريمة الأطفال الذكور من عمر يوم إلى 18 سنة اما الإناث حتى الزواج.. وتوفر للمتفوقين منح دراسية جامعية داخل وخارج قطر.خلال وجود الطفل في دريمة او خارجها يعرف تدريجيا عن وضعة ومن هو بأسلوب علمي تربوي حتى لا ينصدم او يتأثر نفسيا في المستقبل.تسهم دريمة بحد كبير في ايجاد وظائف للأيتام وتؤمن لمن هم اكبر من 18 سنة من الشباب سكنا مناسبا ومتابعة مستمرة.الزواج في دريمة مؤمن، ويستطيع من يرغب في الزواج من إحدى اليتيمات ان يتقدم إلى دريمة، ويبحث المختصون هناك عنه وظروف حياته ويعرفوه بشكل كامل عن وضع اليتيمة واذا حصل توافق يتم الزواج بشكل رسمي.هناك الكثير من الذي يمكن أن اكتبه عن دريمة ولن استطيع ان اوفيها حقها، فشكرا لقطر على هذه المكرمة الرائعة والجهود الجبارة التي وضعتها تحت تصرف الأيتام وشكرا لسمو الأمير وسمو الأمير الوالد على تبنيهم لدريمة واهتمامهم بها بشكل كبير يفوق الخيال والشكر والتقدير لسمو الشيخة موزا صاحبة الإنسانية والقلب الحنون لتفضلها واهتمامها بهذه الفئة العزيزة علينا ومتابعتها الدقيقة والمستمرة لهم.ولا يفوتني ان اشكر الأستاذ خالد كمال مدير عام المؤسسة القطرية لرعاية وتأهيل الأيتام (دريمة) على حرصه وجهده الكبير الذي يبذله مع الأطفال وهو يعمل جزاه الله خيرا ليل نهار لخدمة الأيتام، ويعرفهم فردا فردا وهم يحبونه ويقدرونه وهو بالفعل الشخص المناسب في المكان المناسب، مع خالص الشكر والتقدير لكل العاملين في دريمة.وانني لأحمد الله بأن هؤلاء الأيتام موجودون في مثل هذه الموسسة وفي دولة قطر.