17 سبتمبر 2025

تسجيل

نقول للتعليم.. في يوم التكريم

23 يونيو 2012

تشرفت الأسبوع الفائت بالحفل التكريمي الوداعي لي من أبنائي الطلبة وإخواني الصادقين من أصحاب التراخيص وزملائي المعلمين وأحبابي أولياء الأمور والإعلام القطري الرائع... اختلطت فيه مشاعر الحزن على الفراق بمشاعر الفرح للمشاركة الصادقة مع أحباب عايشتهم طوال فترة عملي في المدارس والسلك التعليمي. فرحي كان بما رأيته من مشاعر الحب والوفاء... وحزني كان على الدموع المتبادلة بيني وبين أبنائي الطلبة وزملائي المعلمين الذين لن أنسى أيامي الحلوة معهم.. قسوت أحيانا لحرصي على خدمة قطر وتعليمها.. تعاملت بحزم أحيانا أخرى لأنني أؤمن بالتربية والأخلاق قبل المعارف والمعلومات.. نظرت للجوانب الإنسانية أحيانا أخرى قبل المهنية والعمل لأنني أؤمن بالجانب النفسي الذي يؤتي ثماره مهنيا.. كنا كفريق واحد معلمين وطلابا وأولياء أمور لننشد النجاح والرقي.. وأنا أودع أحبابي أبث مشاعر من القلب... أرجو من الله العلي القدير أن تكون من القلب للقلب: أولا: سمو أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وسمو ولي العهد الأمين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.. أنتم لنا روح وكلماتكم عن التعليم تجعلنا دوما نتفاءل بمستقبل مشرق مستلهمين روح الماضي وزهر الحاضر وعبق المستقبل... بكم وبدعمكم ستتحقق الآمال بعد توفيق الله تعالى وعونه وتكاتف المجتمع القطري بكافة شرائحه.. فكلنا لقطر فداء.. نبادلكم التضحية بالعطاء...والإخلاص بالوفاء. ثانيا: أبنائي الطلبة: أوصيكم بتقوى الله عز وجل لتنالوا توفيقه علميا فالله تعالى يقول "واتقوا الله ويعلمكم الله"... أوصيكم بالحرص على التفوق لا النجاح والتطلع دوما للقمة لا النظر إلى العبور فحسب فذلك ما ترجوه منا ومنك قيادتنا وأميرنا المفدى وسمو ولي العهد الأمين... أوصيكم ببر الوالدين فببرهما تنالون رضا الله تعالى وتوفيقه... احرصوا على صلاة الجماعة وكونوا كما عهدتكم سباقين للصفوف الأولى... أوصيكم بحسن الخلق وكما قلت لكم لا خير في طالب بعلم متميز بلا أخلاق فبأخلاقكم تعتلون، وبسمتكم تتصدرون.. أوصيكم باحترام معلميكم واعتبارهم آباءً لا معلمين فقط.. أجلوهم وقدروهم.. تعلموا العلم للعلم لا للاختبار..( نحن نختبر لنتعلم..لا نتعلم لنختبر ) ثالثا: إخواني وأخواتي أصحاب التراخيص: تحملوا المسؤولية كما عهدتكم بكل أمانة وصدق.. هيئوا مدارسكم لتكون بيئة آمنة محفزة مثيرة للتحدي.. يأتيها الطالب والطالبة رغبة لا رهبة... كونوا مع أولياء الأمور في كل وقت وحين وافتحوا لهم قلوبكم قبل أبوابكم.. أشركوهم في قراراتكم... هيئوا لهم أسباب الراحة النفسية.. تعاملوا مع معلميكم بكل عدل وشفافية. انصحوا لمسؤوليكم بكل أمانة وإخلاص.. واعلموا أن الله تعالى يراقبنا ويراقبكم وسيحاسبنا ويحاسبكم على الأمانة التي أوكلت لكم.. رابعاً: زملائي المعلمين والمعلمات أخلصوا النية لله تعالى أولا في تعليمكم لأبنائنا وبناتنا وليكن التعليم عندكم رسالة قبل أن يكون مهنة.. كونوا لأبنائكم قدوات صالحة بكم يستلهمون الأخلاق والمعالي... لا تنتظروا الأجر من البشر بل احتسبوه عند مولى البشر...كونوا ميسرين لا ملقنين... تواصلوا مع أبنائكم وبناتكم بالتوجيه والنصح والإرشاد. ولكل زملائي المعلمين من عملوا تحت إدارتي أقول لهم: سامحوني إن أخطأت في حق أي منكم.. تعاملت معكم كأخ قبل أن أكون مسؤولا... حزمت أحيانا حين يستحق الأمر الحزم.... نصحت أحيانا حين استحق الأمر المناصحة.. خامساً: أحبائي أولياء الأمور: احرصوا على زيارة مدارس أبنائكم وبناتكم دعما لهم وتوجيها وحلا كل ما يعترض تفوقهم.. لا تكن زيارتكم لحل مشاكلهم فقط... ربوا أبناءكم على حب الله تعالى ورسوله وحب العلم وأهله والتفوق وطريقه وولاة الأمر وطاعتهم...ربوا أبناءكم على الإخلاص لقطر والتضحية من أجلها واحترام المعلم مهما كانت جنسيته. سادساً: لفئة العمالة في المدارس التي أشرفت عليها: كنتم لي اخوة قبل أن تكونوا عمالة.. دموعكم التي رأيتها بينت لي الحب المتبادل.. لم أفرق بينكم وبين غيركم... أنتم من دعائم الأساس في النجاح الذي تحقق... لن أنسى صبركم علي... وتحملكم حضوري ليلا للمدارس وخدمتي... وستكونون دوما في قلبي وروحي.. لا فرق بينكم وبين معلم أو إداري عمل معي... بل أنتم في سويداء قلبي. سابعاً: الإعلام القطري الحبيب لكم يا صحافتنا المحلية جميعا محررين وكتابا ورؤساء تحرير.. ولكم يا برنامج وطني الحبيب صباح الخير ويا برنامج مساء الدوحة بإذاعة قطر ويا برنامج الدار بتلفزيون قطر ويا منتدياتنا القطرية كافة كل الشكر والتقدير على المتابعة والحرص لتطوير التعليم في قطر... استفدت من نصائحكم وانتقاداتكم..كنتم خير سند وعون... أوصيكم بتحري الأمانة الصحفية الاعلامية واعلموا أنكم شركاء النجاح لتعليم متميز متمايز ترجوه وتطمح له قيادتنا التربوية والسياسية بقيادة سمو ولي العهد الأمين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي لن يتوقف طموحنا والتعليم بين يديه فهو قدوة لنا جميعا في الطموح والإرادة والإصرار والتحدي وكلنا ثقة في سموه الكريم وسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني ليكون تعليمنا القطري ومدارسنا في مقدمة الأنظمة التعليمية في العالم أجمع. وأخيرا أقول لنفسي ولكم: قطر أمانة فلا تضيعوها