16 سبتمبر 2025
تسجيلبهذه العبارة وصف كاتب افتتاحية "الشرق" جولة صاحب السمو أمير دولة قطر إلى عدد من الدول الأوروبية، وهو الوصف الصادق بالنظر إلى نتائج الجولة الموفقة وإلى الأصداء المرحبة والأمينة للإعلام العالمي والأوساط الدبلوماسية لهذه الجولة مع نجاعة الاتفاقات الممضاة بين دولة قطر وهذه الدول في مرحلة دقيقة ومليئة بالمحاذير في القارة الأوروبية والعالم بأسره وجاء في الافتتاحية بالخصوص: "تظهر الجولة الأوروبية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حالياً والتي شملت حتى الآن جمهورية سلوفينيا ومملكة إسبانيا وجمهورية ألمانيا الاتحادية، وما تحقق من نتائج بالغة الأهمية خلالها، المكانة الكبيرة التي أصبحت تتمتع بها دولة قطر وأدوارها المؤثرة في قلب المشهد العالمي، وما تحظى به من تقدير عميق من الحكومات الغربية بأرفع مستوياتها لما تقوم به من مبادرات دبلوماسية وجهود بارزة في كثير من الأزمات، وضعتها في مصاف الشريك الفاعل دوليا وإقليميا"، كما يشارك صاحب السمو مع 50 من قادة الدول والزعماء في نقاشات وأعمال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي يعود لعقد اجتماعاته السنوية حضوريا بمنتجع دافوس الجبلي بسويسرا، اعتبارا من يوم الأحد ويستمر حتى الخميس المقبل. للجولة نتائج في تعزيز مكانة ودور دولة قطر، حيث تأتي مشاركة سموه، في أعمال منتدى دافوس انطلاقاً من حرص دولة قطر على التفاعل والمشاركة في الفعاليات والمناقشات والحوارات العالمية التي تتناول القضايا والتحديات الكبرى التي تواجه الأسرة الدولية سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وغيرها". ومن جهة أخرى استحوذ توقيع إعلان النوايا بين قطر وألمانيا على اهتمام واسع من الصحافة الألمانية بتوقيع البلدين إعلان نوايا مشتركا لتعزيز التعاون في مجال الطاقة، وهو ما يفسر الآمال الكبيرة المعقودة على جولة صاحب السمو في أكثر من ملف خاصة الملفات المتعلقة بأمن الطاقة واستعادة الاتفاق النووي والعلاقات الأوروبية والأمريكية مع إيران، ومساهمات قطر في حل العديد من النزاعات بما يعزز الأمن والسلم الدوليين"، وعلقت صحيفة (ديفيلت) الألمانية من جهتها على اتفاق الدولتين بقولها "وقعت ألمانيا وقطر الجمعة على اتفاق شراكة في مجال الطاقة مع التركيز على الهيدروجين والغاز الطبيعي المسال ابتداء من عام 2024، وذلك في سعي برلين لموارد بديلة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا. وبهذا الاتفاق، عقب لقاء بين المستشار الألماني أولاف شولتز وأمير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في برلين، تصبح قطر شريكاً إستراتيجياً رئيسياً لألمانيا في مجال الطاقة، وأكد المستشار الألماني في مؤتمر صحفي مشترك مع أمير قطر أن قطر ستلعب دوراً محورياً في استراتيجية بلاده للتنوع بعيداً عن الغاز الروسي. وقال شولتز: إن "قضية أمن الطاقة تلعب دوراً مهماً بالنسبة لنا.. ستطور ألمانيا بنيتها التحتية بما يسمح لها باستيراد الغاز المسال عن طريق السفن"، من جانبه، أكد أمير قطر، في المؤتمر الصحفي المشترك، أن بلاده تعتزم بدء تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا في عام 2024. وفي أعقاب زيارة سلوفينيا، قال سمو الشيخ تميم في تغريدة عبر حسابه في "تويتر": "بحثنا اليوم الفرص المتاحة لبلدينا في تعزيز التعاون الثنائي ودفعه إلى آفاق أرحب تحقق الطموحات المشتركة لشعبينا الصديقين"، وعقب اللقاءات الرسمية، افتتح أمير قطر والرئيس السلوفيني، المركز الإسلامي في العاصمة ليوبليانا، وذكر بيان للديوان الأميري أن الافتتاح كان بحضور المفتي نفزات بوريتش رئيس المشيخة الإسلامية بجمهورية سلوفينيا، ويحتوي المركز على مسجد ومبنى ثقافي ومكتبة، وأقسام تعليمية، بهدف المساهمة في ترسيخ قيم الإسلام لدى مسلمي سلوفينيا، إضافة إلى القيام بدور في نشر التسامح والوسطية بين جميع رواده. كما استقبل الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا الزعيم القطري في أول زيارة دولة له إلى إسبانيا منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد باستعراض حرس الشرف الملكي، وعقد الزعيمان بعد ذلك لقاء لمناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وبحسب مصدر حكومي إسباني تم توقيع عشرات العقود الاقتصادية والتجارية خلال هذه الزيارة التي حضرها وفد قطري كبير يضم وزيري الخارجية وشؤون الطاقة، وبحسب المصدر نفسه تمحورت هذه الاتفاقات خصوصاً حول الطاقة، لا سيما الغاز، في وقت تسعى فيه مدريد، مثل بقية دول الاتحاد الأوروبي منذ الحرب في أوكرانيا، إلى تنويع إمداداتها من الغاز الطبيعي المسال بهدف خفض الاعتماد على روسيا. وقال سفير قطر لدى إسبانيا عبدالله بن إبراهيم الحمر في مقابلة مع الصحيفة الإسبانية اليومية "20 مينوتوس"، "نحن نعمل عن كثب مع نظرائنا الأوروبيين بشأن إمدادات الغاز الطبيعي المسال الطويلة الأجل للاتحاد الأوروبي وتطوير البنى التحتية للاستيراد المرتبطة بها"، هذه بعض الأصداء للجولة الأميرية التي جعلت من دولة قطر حسب تعبير صحيفة (أل باييز) الإسبانية شريكاً كاملاً وناجعاً في إقرار الأمن والسلام والاكتفاء الطاقي للقارة الأوروبية دون أن تنحاز الدبلوماسية القطرية إلى محور بعينه أو تعلن أي عداء لطرف من أطراف النزاعات الراهنة في القارة الأوروبية وفي العالم.