22 أكتوبر 2025
تسجيلقد تكمن أهمية الاجتماع الذي عقد في جامعة السوربون في باريس وبحضور قيادات رياضية وحكومية مختلفة في أنه وللمرة الأولى يتم وضع مسودة تشريعات شاملة من أجل مقاومة الفساد في كرة القدم بأنواعه، وقد تكمن الأهمية أيضا في أنها أول مسودة مفصلة حول الخطوات التي يجب أن تتبعها الحكومات وليس اتحادات الكرة فقط، في كيفية مكافحة ومقاومة عملية التلاعب بالمباريات والفساد الذي استشرى وامتد بشكل كبير جدا في عروض وأوصال الرياضة بأنواعها.وقبل أن نتحدث عن المسودة بشكل أكبر فإننا يجب أن نشيد بالدور المهم والكبير للمركز الدولي للأمن الرياضي والذي تعاون وبشكل كبير جدا في إعداد هذه المسودة مع جامعة السوربون وبإشراف اليونسكو، وما يعزز قيمة هذا العمل هو أنه قد استمر لأكثر من عامين من أجل الوصول في النهاية إلى أفضل صيغة وتشريعات وقوانين تمكن الجميع من القضاء على هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل الرياضة بكافة أنواعها.ونجاح المركز في ما قام به يعيدنا بالأذهان للوراء قليلا مع افتتاح المركز قبل فترة والتوجهات التي كان ينشد أن يقوم بها والأهداف التي انتوى تحقيقها، حيث أثبتت الدوحة مجددا حكمة إقامة هذا المركز، وما يقوم به حاليا من تعاون شامل على المستوى الدولي، وبشكل قد يساهم كثيرا في تغيير خريطة الرياضة وما يتعلق بها من مشاكل على المستوى الأمني.وبالعودة للحديث عن التشريعات الجديدة لمكافحة الفساد، فإن تواجد ممثلين لأهم المنظمات العالمية من خلال المؤتمر، والاهتمام البالغ الذي تابعت به وسائل الإعلام أحداثه، فإننا على يقين بأن مسألة تطبيق القوانين الجديدة ستكون مسألة وقت، خاصة وأن التواصل سيكون مع جميع الحكومات والمؤسسات لاحقا من أجل عرض التوصيات والتشريعات التي تم وضعها، وما ستحققه من فائدة عظيمة بالحد من تغلغل ونمو الظواهر السلبية التي تحدثنا عنها مسبقا، ولكن ماذا ستكون ردة فعل المعسكر الآخر يا ترى؟، وللدقة أكثر، كيف ستنظر وكالات المراهنات المعلنة والسرية والتي تكسب المليارات، لهذه الخطوة المهمة من أجل مكافحة ما تقوم به هذه الوكالات؟، بكل تأكيد سيكون هناك ردود فعل، وسيكون هناك استمرارية في وجود الفساد والتلاعب بكل أنواعه، لن نخدع أنفسنا ونقول بأن هذه الخطوات كفيلة بالقضاء تماما على هذه الظاهرة، ولكن على الأقل ستساهم في محاربتها وبشكل كبير، وستزيد من مناعة الوسط الرياضي ضد الفساد بأنواعه.