16 سبتمبر 2025
تسجيل(إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم) إن الهدف الواضح والعام من النقد هو الإصلاح والتغيير إلى الأفضل، أو الانتقال من مرحلة إلى مرحلة متقدمة، تتفوق على الأخرى كماً ونوعاً، وذلك ينطبق على جميع المستويات والأصعدة والمجالات، أكانت شخصية ذاتية، أو عامة في الحياة، كالنقد الاجتماعي أو الأدبي أو السياسي.. الخ. ولكن ماذا لو تم النقد في موروث..! أو طبيعة بشرية..! كيف يمكن أن نغيّر تفكير جيل كامل، ترسخت في باله تلك الأفكار، وتفاقمت إلى حد الاستهزاء والسخرية في وسائل الاتصال، خاصة البلاك بيرية منها. هل يمكن لعقولنا أن تستوعب أن النهار يعيب على الليل قمره.! أو هل يمكن لأذهاننا أن تُدرك أن الليل يعيّر النهار شمسه! ضلال! لأن كلا منهما مكمل للآخر، فلا النهار أبدي، ولا الليل أبدي، تلك هي السنن الكونية..! تماماً كما المرأة والرجل، فكيف يعيب ويعيّر بعضهم البعض، وكل منهم شطر الآخر ونصفه المتم، فالمرأة هي الأم أولاً التي تحوي رحم الحياةِ الذي منه وُجدنا، وهي الأخت المعطاء، وهي الزوجة الحنون التي ستكون أماً تكمّل دورة الحياة..! والرجل، هو الأب الذي من صلبه تقوم الأجيال، وهو الأخ الذي تعتز به الفتاة، وهو الزوج الذي يشكل شطر الحياة. وفي ظل كل تلك الأسس الفطرية التي عليها يسير الكون، وتستمر الأزمان، كيف للمجتمع أن ينقسم إلى قسمين هجوميين يحاربون بعضهم لفظاً وسخرية، جاهلين انها قد تكوّن في النفس نفوراً، فيتعاظم عدم القبول وصعوبة الاستساغة، إذ ان صنف النساء يرفعن لافتة "بو سروال وفانيلة" تتحدرها لائحة من الانتقادات التي قد تتحسن وتصلح لولا أن اعتراها نقص في الفن وقصور في الأسلوب!! وفي مقابل تلك الكتائب، هناك كتائب أخرى ترفع ذات اللائحة بتغيير المسمى "أم ركبة سوداء" بذات الانتقادات التي دائماً ما تتطاول لتكون تجريحاً..! لعلّي أتساءل هنا: أليس الأولى أن يرفع الجميع لائحة مغايرة تقول "إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم"! أليس الأبقى أن نُصلح ما قد اختلف أو نقص أو قصر بإصلاح ذواتنا في البداية، فإذا صلحت الذوات والأنفس، سننجح لا محالة باختيار الأسلوب الأمثل الذي لا يصل إلى التجريح أو الاستهزاء بالركب أو السراويل..!! أليس الإنسان ابن بيئته، ألم يلبس أجدادنا الثياب وتحتها ما يعيّرون به الآن الشباب!! وكانوا رجالاً لا تُعيب رجولتهم لبسهم. ألم يضع العرب القدامى مواصفات لجمال للمرأة العربية، التي قد نقرأها الآن فنجد أن مقاييس الجمال اختلفت، فقد لا نوافق أن تلك لها علاقة بالجمال، كاسمرار الشفاة، وانتفاخ البطن قليلاً، والشعر الأجعد..! هم فقط قبل بعضهم بعضا كما هم، وحوّلوا الشيء البسيط أو العادي، إلى جميل ورائع، هم لم يعكفوا على الاستهزاء واللمز، بل تعايشوا مع الوضع، وأحبوه فافتخروا به. هكذا يجب أن نكون، ونتعلم ممن سبقونا، وأحسنوا التصرف على الرغم من بساطة الحياة وضعفها. فلنبدأ بمحاربة تلك الانتقادات التي تهدم ولا تبني، ولنبدأ حملة الإصلاح تنطلق من ذواتنا إذا كنا نريد أن نعيش بشكلٍ أفضل وأحسن. إذ انني أؤمن أنه لو تحوّلت الركب إلى لؤلؤ منثور، فإن ذلك لن يهب للنساء أرحاماً تُنجب للرجال أجيالاً كجيل الصحابة، ولا الرجل إذا ارتدى البجامة "دي شامبر" سيضمن للمرأة أن يتحقق التكافل الاجتماعي والرومانسية المطلقة، إذ هو التغيير، من الباطن يكون..! E — mail: [email protected] Twitter: @aljaadelqatar