09 أكتوبر 2025

تسجيل

التعليم عن بعد..

23 مارس 2020

بدأت قطر يوم أمس تجربة التعليم عن بعد للمدارس الحكومية بعد أن سخَّرت لها إمكانيات كبيرة لا يمكن أن تضاهيها أي دولة في العالم ونفذت كل ذلك في فترة قياسية وبسرعة هائلة جدا.. قبل أسبوع تقريباً كان لي لقاء مع الدكتور إبراهيم النعيمي وكيل وزارة التعليم وتناقشت معه في عدة نقاط كنت أرى أنه مستحيل تنفيذها على أرض الواقع.. وكان يقنعني بكل نقطة ويأخذ ببعض الاقتراحات التي أقدمها له.. وكطبيعة الدكتور إبراهيم فهو متفهم ومتجاوب مع الجميع ويقدر الإعلاميين.. خرجت وفي ذهني نقطة أساسية أن الوزارة ستحتاج لا يقل عن ثلاثة شهور لتطبيق التعليم عن بعد بالشكل الصحيح وحينها ستكون انتهت السنة الدراسية.. وكلمة حق تقال إنني تفاجأت بسرعة الإنجاز وعرفت بأن هناك خلايا نحل وجنودا مجهولين يعملون ليل نهار في كل ركن من أركان الوزارة بما فيها المدارس وإن كانوا في اجازة.. خلال أسبوع واحد كل شيء أصبح جاهزًا وأفضل من المتوقع.. تفتح الهاتف الجوال تجد الدروس.. تفتح الكمبيوتر تستطيع أن تتابع ويمكن أن تزود المدارس من يحتاج كمبيوتر من الطلاب وأن توفر لهم الإنترنت مجانا في منازلهم.... كذلك تجد الاتصالات مفتوحة مع المدرسين بالمدارس.. ويمكن متابعة الدروس على اليوتيوب حتى لمرحلة الطفولة المبكرة وصعوبة التعلم وذوي الإعاقة لديهم مواد تعليمية تناسب مستوى إعاقتهم ونوعها وهناك دروس بلغة الإشارة وبجودة صوت عالية ودروس تفاعلية على نظام Microsoft Teams لطلبة المستوى الثالث من الدعم.. وأهم من ذلك يمكن الاستفادة من كل الدروس في أي وقت وليس مقتصرًا على الفترة الصباحية.. أربعة دروس في اليوم.. كل درس عشر دقائق مع إمكانية التقييم وحل الواجبات والتفاعل بين المدرسة والطالب وولي الأمر... واستطاعت المؤسسة القطرية للإعلام مشكورة بافتتاح قناتين للتعليم وقد شاهدت الدروس بها وكانت متميزة.. يا جماعة من يستطيع أن يسخر كل تلك الإمكانيات بهذه السرعة والدقة العالية بعد توفيق من الله.. فماذا تريدون أكثر.. ؟!. من لم يقتنع بكل تلك الإمكانيات فهو جاحد وغير منصف.. ليس هناك أي عذر لأي أحد ألا يلتزم بالدراسة في هذه الوضعية السهلة والشاملة والميسرة.. أنا كقلم ناقد ولا أجامل أعجز عن شكري وتقديري لكل من ساهم في هذه النهضة التعليمية وأفخر بان دولتنا الحبيبة لديها أوفياء يهتمون ويسهرون لرفعة العملية التعليمية.. المطلوب مننا الآن ألا ننكر حق أولئك الذين أخلصوا لخدمة أبنائنا وأن نشد على أيديهم ونساهم في التعاون معهم ونقبل على التعليم عن بعد.. بلا تكبر أو إبراز الأخطاء..وإن وجد شيء فبالتكاتف والتعاون نستطيع أن نتغلب على كل الصعاب.. معا لأجل قطر.. ولنساند التعليم عن بعد.. [email protected]