18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); صرت كلما وقفت أمام مرآة، أنتبه إلى أن ما أراه على سطحها لا يسر خاطري أو يشرح صدري، ولأن المرايا تسبب الإحباط، فإنني أنصحك بالتوقف عن النظر فيها، لأنها لا تجامل وتصفعك بالحقائق في وجهك، هذا بالطبع ما لم تكن من النوع الذي يمارس خداع النفس ويطالع المرآة ويحسب أن صورته المعكوسة عليها هي صورة "يوسف".من آيات العولمة أن التعلق بالمرايا والهوس بالمظهر والوسامة والأناقة والقيافة لم تعد وقفا على النساء، ولا بأس بالطبع في أن يحرص الرجل على أن يكون حسن المظهر، وفي وسامة وحلاوة أبي الجعافر، ولكن أن يبلغ الأمر حد التزوير، فيرتدي رجل تجاوز الستين بنطلون جينز من النوع الذي يتعذر خلعه دون استخدام كريم أو دهان، ثم يترك صدره مفتوحا ليرى الناس السلسلة التي تتدلى منه، ويرتدي قميصا من قمصان شعبان عبد الرحيم فهذه ردة إلى "الطفولية".وتزوير المظهر بغرض إخفاء العمر الحقيقي، لا يكون فقط بصبغ الشعر أو ارتداء الملابس الشبابية بل يكون أيضا في اختيار نوع السيارة واختيار بلدان معينة لقضاء الإجازات، وأنا دقة قديمة، ولو أهداني أحدهم سيارة قيمتها نصف مليون دولار، صفراء اللون، لعرضتها للبيع، حتى قبل أن أسجلها باسمي لأشتري بدلا منها سيارة بخمسين ألف ريال ذات لون كالح، ثم هاجرت ببقية المبلغ إلى كندا!! وهناك العواجيز الذين يعشقون العجرمية وأخواتها، اللواتي يغطين قصور مواهبهن الفنية بتقصير الملابسوالمصيبة هي أنه كلما تمسك الشخص الشائب بمظاهر الشباب، انفضح أمره، والشخص الذي يرتدي المزركش والمبرقع والمرقط بعد أن تجاوز الستين أو الخمسين، يصبح كما جورج دبليو بوش وهو يرتدي الغترة والعقال. وعندي وصفة مضمونة للمحافظة على الشباب، وهي أنه لو كان عمرك فوق الستين، فعليك تفادي الجلوس مع أبناء جيلك وبالتحديد تلك النوعية التي لا تكف عن الشكوى من سوء الهضم، وآلام المفاصل والانزلاق الغضروفي، فمجالسة هؤلاء تسبب الإحباط، خاصة وأنهم يقرنون الشكوى بالتحسر على أيام زمان، وبما أنني شاهد على ذلك العصر، فإنني أقول لجيل الشباب أن مزاعم الكبار بأن أيام زمان كانت أحلى من أيام "الآن"، كلام فارغ!! ما الحلو في أن يعيش الإنسان في بيت تحتل الأغنام ربع مساحته؟ ما الحلو في أن تكون وجبة الإفطار رغيفا مغموسا في الشاي؟ (قال لي صديق سعودي إن عواجيز منطقته يسمون الخبز التوست "شفاط الشاي" لأن نصف كوب الشاي يختفي عند غمس الخبزة فيه)، ما حلاوة خلع الضرس دون بنج بواسطة الحلاق أو الحداد؟ إذا أردت أن تحافظ على شبابك الداخلي، لا تحسب عمرك بطريقة الجمع والطرح: أنا مولود في عام كذا وبالتالي فعمري كذا وكذا! ومن باب الاحتياط توقف عن الاحتفال بـ"عيد" ميلادك وأنت شاب، فعندما تقوم بتزوير عمرك لاحقا قد يكون بعض من حضر احتفالك بعيد ميلادك العشرين حاضرا، ويقول لك: كيف يكون عمرك 42 سنة وأنت احتفلت بعيد ميلادك العشرين قبل ثلاثين سنة؟ بلاش تضحك على نفسك، وفكر في كيفية التواؤم والتأقلم مع السنوات التي قد تعيشها. وتعامل مع الكبر والشيخوخة، على أنهما "مكسب" فغيرك مات دون أن يبلغ السن التي بلغتها، فكن حامدا شاكرا ولا تلجأ إلى التزوير لإخفاء نعمة طول العمر.وأهم من كل ذلك (والكلام موجه إلى الرجال) لا تثق بالمرآة ولا بالمرأة، فالمرآة لا تعرف "الستر" وتكشف الحفر والمطبات الموجودة أسفل عينيك وعلى خديك، ولا تثق بالمرأة لأن عينها أخطر من عيون المرايا، وتستطيع أن تعرف عمرك مهما تفننت في تزوير شكلك الخارجي، فإذا قلت لها إن عمرك 38 سنة وقالت لك: ما شاء الله.. اللي يشوفك ما يعطيك أكثر من 25 سنة، فتأكد أنها تقصد أن عدد سنوات عمرك الحقيقة، يكون بتبادل المواقع بين الخمسة والاثنين أي 52!!