11 سبتمبر 2025

تسجيل

خطوات نحو حياة أفضل

23 مارس 2016

في حلقات سابقة طرحنا عليك عدة أسئلة تعينك على تحديد الأعمال التي تمنحك مزاجاً عاليا وتلك التي يتسبب أداؤها في خفض مزاجك وكان من تلك الأسئلة مايلي:- "ماهو متوسط مزاجك خلال الأسبوع ؟ متى ينخفض مزاجك ومتى يرتفع؟ ماهي الأعمال التي تقوم بها وتتسبب في تحسين مزاجك أو خفضه؟ ما عدد إنجازاتك (إ او A) وما عدد الأعمال التي تشعرك بالسعادة (م او E)؟". والآن سنطرح عليك سؤالاً أخيراً.. ماعدد الساعات التي تنامها؟ يحتاج الإنسان البالغ أن ينام عدداً من الساعات يتراوح بين 6 و 8 ساعات في الليل لكي يستطيع أن يقوم بالأعمال المطلوبة منه بشكل جيد سواء كانت عقلية أو جسدية. بالطبع هناك استثناءات لهذه القاعدة، ولكن بشكل عام تأكد أنك تنام ليلا متوسط سبع ساعات. إذا كنت تنام أقل من ذلك في الكثير من الأيام فهذا قد يؤثر بشكل كبير على حالتك المزاجية. ويؤكد العلماء أهمية نوم الليل فمهما نمت من ساعات في النهار فلن تعوضك تلك الفائدة العظيمة التي يمكنك أن تجنيها من نوم الليل. لقد وجد الباحثون أن هناك ساعات من الليل إذا نمتها عادت على صحتك وحالتك المزاجية بفوائد جمة ووجدوا أن هذه الساعة يتغير موعدها ببطء على مدار العام واتضح فيما بعد أن هذه الساعة تلي وقت صلاة العشاء مباشرة . إن علماء الغرب الذين اكتشفوا هذا الاكتشاف لم يدروا أن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- قد أوصانا منذ ما يزيد على 14 قرنا بأن ننام مبكراً ونستيقظ مبكراً وألا نسهر في الليل إلا لضرورة سواء لعبادة أو دراسة أو أمر اضطراري. إن تسجيلك أعمالك اليومية – كما اقترحنا عليك سابقا– في جدول خاص وتحديدك الأعمال التي تتسبب في خفض مزاجك أو رفعه سيساعدك كثيرا على تحسين حالتك المزاجية لأنك إذا لم تكن واعياً فمن السهل جداً في أوقات المزاج المنخفض أن تنسى أو لاتنتبه إلى أن هناك أوقاتا بالفعل تشعر فيها بشيء من السعادة وتمنحك شعوراً بالإنجاز ونحن كبشر نكبر بإنجازاتنا وداخل كل إنسان منا نواة تدعوه لعمل الخير والإكثار منه. إنه من الأهمية بمكان أن تلاحظ وتتعرف على تلك الأعمال التي تتسبب في جعلك تشعر بمزاج سيئ وأن تعرف سبب ذلك؛ وبالتالي تقلل من أداء تلك الأعمال – مادامت غير مهمة – أو أن توازنها بأن تعمل الكثير من تلك الأعمال التي تحسن مزاجك. إن رؤيتك ليومك على شكل أجزاء صغيرة تتمثل في أعمال منوعة سيساعدك على أن تعدل في جدولك لتزيد من تلك الأعمال الإيجابية . وبالتالي يتحسن مزاجك بشكل عام وتصبح أكثر إقبالاً على الحياة. والآن اصنع قائمة بكل تلك الأعمال التي تحسن مزاجك سواء كانت عبادة: صلاة، قراءة القرآن الكريم، ذكر الله تعالى، ممارسة هواية مفضلة، رؤية الأصدقاء، مساعدة الأهل، التطوع.. الخ، وأكثر منها وتأكد أن جدولك يمتلئ بها. إنك كلما أنجزت الكثير من الأعمال الطيبة كلما زادت ثقتك بنفسك وزاد نصيبك من الراحة النفسية. تذكر قوله -تعالى- دائما: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم .