12 سبتمبر 2025
تسجيلماذا يضير الكاتبة اليوم إذا سمت واعتلت بأنوثتها دون أن تُسلّع هذه الأنوثة غاية ومطلبا؟! خاصة وأن أدبها اليوم يُدير دفّة الزمن. في فترة سابقة كان مجرد طرح موضوع الأدب النسائي يحمل بوادر انتقاص كامنة، أما اليوم فأصبح ميزةً محسوبة للمرأه الكاتبة لأنها استطاعت أن تُحرر مساحتها اللغوية والأدبية المطلوبتين وتتخطى حدودها الضيقة وحتى أنوثتها إلى عوالم الإنسانية الأكبر ببصمة تدلّ عليها وتليق بها، تحمل ما تحمل من ميزات لعوالم بكر قلما وطِئها الرجل الكاتب لأنها من صميم نسيجها ورحمها الإبداعيين. فالحياة من أصلها مبنية على ثنائية وتضاد الأشياء جميعاً من الولادة والموت التي تحوي الذكورة والأنوثة إلى المحبة والبغضاء التي تحوي الإيمان والكفر و.. إلى ما لا نهاية. غير أن الحياة تستنفر المطلوب في لحظة الخطر، فلو انقسمت هذه الثنائية إلى ثنائيات أصغر نجد أن بداخل كلّ جُزيء منها ثنائية أخرى بمعنى أن الذكورة نفسها تحوي قليلاً من الأنوثة كما يقول عالم النفس (يونغ) والعكس صحيح، وفي حالات الضرورة نستدعي الجُزيء المطلوب من أجل البقاء واستمرار الحياة، حتى لتجد الأم تستنفر الطاقة الذكورية الأبوية لديها إذا تعرّض أبناؤها للخطر، وكذا شأن الأب الذي يُصبح أكثر حناناً من الأم نفسها على أولاده لو ترمّل وفقدت أسرته حضنها الدافئ. لذلك نجد الآن دعوة كبيرة من قبل فلاسفة ومثقفي المعمورة إلى تأنيث الكون أي نشر التعاطف والأمومة والتسامح بعد الذكورة التي تطرفت وأوصلت العالم إلى الدمار والحروب ومع ذلك أقول، ما أحوجنا إلى لحظة التكامل التي تختصر الموقف الشجاع وتُسامق الحرية: أفتح خيال العصر تلحظني على صقل المرايا في الخلايا والشجون.. وأدخل بلا وجلٍ وهون سنؤسس اللغة الجديدة للتكامل والمودة والسكون.