01 نوفمبر 2025

تسجيل

اليوم العالمي للسعادة

23 مارس 2014

ربما لم يسمع كثير منا بما يسمى اليوم العالمي للسعادة رغم أنه يصادف العشرين من مارس من كل عام، حيث يذكر أنه على هامش فعاليات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، كان هناك اجتماع رفيع حمل عنوان "السعادة ورفاه المجتمع والنموذج الاقتصادي الحديث"، وفيه قال الأمين العام للأمم المتحدةبان كي مون: إن العالم بحاجة الى "نموذج اقتصادي جديد يحقق التكافؤ بين دعائم الاقتصاد الثلاث: التنمية المستدامة والرفاه المادي والاجتماعي وسلامة الفرد والبيئة، ويصب في تعريف ماهية السعادة العالمية". وقد عقد الاجتماع بناء على مبادرة من دولة بوتان، وهي التي أقرّت بأثر زيادة مستوى السعادة الوطنية على زيادة مستوى الدخل القومي، منذ السبعينيات في القرن الماضي، واعتمد نظامها الاقتصادي شعاره المشهور بأن السعادة الوطنية الشاملة هي أهم ناتج قومي للبلاد. وفي قرار اتخذته الجمعية العامة (66/281) بتاريخ ‏28 حزيران (يونيه) 2012‏، تم اعتماد يوم ‏20 آذار (مارس) من كل عام، يوماً دولياً للسعادة اعترافا بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد إطار السياسة العامة، وضرورة اتباع نهج أكثر شمولا وإنصافا وتوازنا تجاه النمو الاقتصادي في سبيل تحقق التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر وتوفير الرفاه لجميع الشعوب.بل وطالبت الجمعية العامة في قرارها جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية ‏الأخرى والمجتمع المدني ـ بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والأفراد ـ إلى الاحتفال باليوم ‏الدولي للسعادة بطريقة مناسبة، والاضطلاع بأنشطة مختلفة لتثقيف الجمهور وتوعيته بشأن اليوم الدولي للسعادة، وذلك لأن الأمم المتحدة تدرك أن السعي إلى تحقيق السعادة هدف إنساني أساسي، وأن السعادة والرفاه هدفان ومطمحان لشعوب العالم أجمع.. وربما يسخر أناس من فكرة يوم عالمي للسعادة، وأقول لهؤلاء: انظر الى العالم من حولك ودقق النظر جيدا وستعرف أن السعادة باتت مطلبا عزيزا وغاليا على شعوب بأسرها!! أين السعادة وإخواننا في سوريا وهم يدخلون السنة الرابعة من الدمار والقتل والإبادة، وفي العراق واليمن وليبيا ومصر والصومال وغيرهم وغيرهم من شعوب عانت وتعاني حتى الآن من اجل حريتها ومصيرها.ويؤكد ما ذكرت ما قاله الأمين العام (بان كي مون) في رسالته امس الأول بمناسبة هذا اليوم، حيث قال: إن "السعادة ليست ضرباً من ضروب اللهو ولا هي ترف، إنها مطمحٌ متجذر في نفوس بني البشر، يتشاطره أفراد البشرية جمعاء، فلا ينبغي أن يحرم منها أحد، بل يجب تيسيرها للجميع، وهذا الطموح مفهومٌ ضمناً في التعهد الوارد في ميثاق الأمم المتحدة، بتعزيز السلام والعدل وحقوق الإنسان والتقدم الاجتماعي، والارتقاء بمستويات المعيشة"، وأضاف: "ولئن كانت للسعادة دلالات مختلفة باختلاف الناس، فإننا نتفق جميعا على أنها تعني العمل في سبيل إنهاء الصراع والفقر وغيرهما من الظروف المزرية التي تكابدها أعداد هائلة من بني البشر".. اذن السعادة تأتي بتعزيز السلام والعدل وحقوق الإنسان والتقدم الاجتماعي والارتقاء بمستويات المعيشة.واشار الأمين العام (بان كي مون) الى أن الوقت قد حان لترجمة هذا الوعد إلى عمل ملموس على الصعيدين الدولي والوطني، بغية استئصال الفقر، وتشجيع الإدماج الاجتماعي والانسجام بين الثقافات، وكفالة أسباب العيش الكريم، وحماية البيئة، وبناء المؤسسات التي ترفد الحكم الرشيد، فتلك هي أركان سعادة الإنسان ورفاهيته.. وأخيراً هي دعوة للجميع، ليس للاحتفال باليوم العالمي للسعادة وحسب، وإنما ببذل الجهد والعمل الدؤوب في نشر السعادة، ولتبدأ بمن حولك وعائلتك، وزملائك، وجيرانك، واصدقائك، اِبحث وفتش عن السعادة لك، وايضا فتش لمن حولك عما يمنحهم السعادة، لأن السعادة هدف إنساني، وحق أصيل لكل البشر، اِبحث كيف تسعد نفسك، وكيف تسعد الآخرين؟ واعلم أن السعادة نسبية أي إسعاد الناس غاية لا تدرك، بمعنى أن الشيء الذي يسعدك قد لا يسعد الآخرين، ولكن يكفيك انك قد حاولت ووصلت الى تحقيق غايتك، ورغبتك في السعادة، واجتهدت للوصول اليها، وساعتها ستدرك ما أسعدك بالتغير الذي حدث في حياتك وحياة الآخرين، وسعادتي لقائي بكم قرائي كل اسبوع.. ألا قد بلغت اللهم فاشهد.