30 أكتوبر 2025

تسجيل

الثبات في عصر الفتن

23 مارس 2014

إن ما تعاني منه الأمة اليوم من رياح الفتن التي تحيط بها من كل جانب، تحيط بها في دينها وعقيدتها وفي قوتها واقتصادها ومعيشتها وفي رجالها ونسائها وفتياتها وأطفالها وشبابها وكبارها. • الفتن اختبار للناس: قال تعالى: {أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ} [العنكبوت:2، 3].والله إن الحسرة والألم ليعتريان المسلم يوم يرى الفُرْقَة بين من ينتسبون لعقيدة واحدة ومنهج واحد، إلى عقيدة أهل السنة والجماعة ومنهجهم. ويحزن أخرى يوم يرى الشيطان وحظوظ النفس تؤزّ المسلم أزًّا للفرقة والتنازع والتباغض، وعدوهم واحد يحارب الإسلام وأهله أيًّا كانوا.بث فينا أعداؤنا الفرقة، فتشربنا كل ما يفرّق الأمة من قوميات وعصبيات وحزبيات وعنصريات ونُعْرَات جاهلية، والمقياس عند المؤمنين حقًا هو التقوى، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ} [الحجرات:13]، {إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، جسد مؤمن واحد، بنيان واحد، أمة واحدة، لا شرق ولا غرب . • فتنة الكذب وقلب الحقائق:يقال للمتمسك بدينه: إرهابي، أصولي، فضولي، رجعي، متأخر، يرى المسلم نفسه وهو صاحب الحق الذي سُخّرت من أجله السماوات والأرض وهو صاحب المنهج طريدًا شريدًا وحيدًا، ويرى غيره ممكَّنًا مكرَّمًا معززًا. أمة يتلاعب بها اليهود والنصارى ليلا ونهارا كما يتلاعب الصبيان بالكرة، يرى المسلم الأمة ضعفت بعد القوة، وذلت بعد العزة. أمة دستورها القرآن ونبيها أشرف النبيين تتسول على موائد الأمم فكرًا واقتصادًا وسياسة. أمة بعد القيادة رضيت بالقبوع في ذيل القافلة. أمة تتعثر في سيرها، بل إنها لا تعرف طريقها. • حفظ اللسان في زمن الكلام: فنحن نعيش زمن الكلام: نكات، غيبة، نميمة، أحقاد، قذف، تشهير وفضح ولغو وكلام غير نافع وسمر مقيت... إلخ. عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: ((أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من سخط الله لا يرى بها بأسًا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا)) رواه ابن ماجه. • وصية:أوصي نفسي وإياكم بالتمسك بكتاب الله وبتتبع سنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، والحفاظ على العقيدة الصحيحة. • دعاء:نسأل الله لنا ولكم السلامة من الفتن والعافية من كل بلية، وأن يحفظنا ويحفظ لنا ديننا وعقيدتنا وأوطاننا ومجتمعاتنا، وأن يصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأن يهيئ لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه. تويتر :