02 نوفمبر 2025

تسجيل

من قصائد الهجاء..

23 مارس 2013

* طالما استعرت نار التنافس والتباغض فوصلت في آخر الأمر إلى التهاجي بين الشعراء.. والأدب العربي القديم والحديث، رصد لنا وَوَثَّقَ قصائد الهجاء بين الشعراء وأطلق عليهم اسم (النقائض).. وسوف نغوص معاً في بحر هذه النقائض وأمواجه العاتية وتياراته المندفعة، نسأل الله التوفيق. من أشهر شعر النقائض ما جرى بين الفرزدق هَمَّام بن غالب بن صَعْصَعَة، والشاعر جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي.. ولكثرة ما دار بين الشاعرين من هجاء أفرد له الأدباء باباً خاصاً بهما، وهو (نقائض جرير والفرزدق)، ثم نقائض جرير والأخطل.. وبداية التهاجي كان بين غسَّان بن ذهيل وجرير، ثم تَدَخَّل في هذا الهجاء بعض الشعراء، فاستعرت نيران الهجاء بين الطرفين،فقد قال غسان يهجو جريراً وقومه: لَعَمري لئن كانت بُجَيلَةُ زَانَها جَريرٌ لقد أَخزَى كُلَيباً جَريرُها إذا فَزِعَتْ يوماً كُلَيبٌ وَسَوَّمَتْ تَقَاعَس في ظَهرِ الأتانِ مُغيرها وما يَذبحون الشَّاةَ إلاَّ بِمَيْسَرٍ طويلاً تُناجيها صِغاراً قُدُورها رَمَيتَ نِضالاً عن كُليبٍ فَقَصَّرَتْ مَراميكَ حتى عادَ صِفراً حَفيرُها * فأجابه جرير: أَلا بَكَرَتْ سَلمَى فَجَدَّ بكُورُها وَشَقَّ العَصَا بعد اجتماعٍ أَميرُها فهل تَبَلِّغني الحاجَ مَضبورةُ القَرَى بَطيءٌ بِمَورِ النَّاعجاتِ فُتُورُها نَجاةٌ يَصلُّ المَروُ تحت أَظَلِّها بلاحقِةِ الأظلالِ حامٍ هَجيرها لقد ضَمَنُّوا الأَحسابَ صاحِبَ سَوءَةٍ يُناجي بها نَفْساً لئيماً ضَميرها وَنُبِّئتُ غَسَّانَ بنَ واهصةٍ الخُصَى يُلجلجُ منِّي مُضْغَةً لا يُحيرُها سَتَعلمُ ما يُغني حُكَيمٌ وَمُنْفَعٌ إذا الحربُ لم يَرجِع بِصُلحٍ سَفيرُها   * فتدخل الشاعر أبو الورقاء عقبة بن مليص هاجياً جريرا: إنّ الَّذي يَسعَى بِحُرِّ بلادِنا كَمُبْتَحِثٍ ناراً بكفٍّ يُثيرُها وما حارَبَتْنا مِنْ مَعَدٍّ قَبيلَةٌ فتُقْلِعَ إلاَّ وَهْيَ تَدْمَى نُحورُهَا وإلاَّ رَمَيْناها بِصَدْرٍ وكَلْكَلٍ منَ الشَّرِّ حَتَّى ما يَهِرُّ عَقورُها أَبالْخَطَفَى وابْنَيْ مُعَيْدٍ ومُعْرِصٍ تُسَدِّي أُموراً جَمَّةً لا تُنيرُها وسلامتكم،،