20 سبتمبر 2025
تسجيلتحت رعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، انطلقت في دولة قطر وبمدينة الدوحة أعمال المؤتمر الدولي حول «التغيرات المناخية وحقوق الإنسان»، الذي تنظمه اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وجامعة الدول العربية، والتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، «GANHRI».. وذلك بمشاركة أكثر من 300 من الخبراء والمستشارين من دول مختلفة حول العالم. متغيرات كثيرة وخطيرة في المناخ لقد شهد العالم تغيرات مناخية كثيرة في السنوات القليلة الماضية بشكل لم تعهده البشرية من قبل، ممَّا سبَّب حالة من القلق والخوف من وضع الكرة الأرضية في المستقبل القادم. والمؤسف في هذا التغير المناخي الخطير أن الإنسان هو المتسبب الرئيسي فيه؛ فالطبيعة خلقها الله سبحانه منضبطة القوى لا يطغى عنصر على آخر، فالخالق سبحانه خلق فأبدع، والنظام البيئي مرتَّب ودقيق بشكل حيَّر العلماء في شتى العلوم من دهشتهم وتعجبهم من هذا الإعجاز الرباني في خلقه. ولكن سيظل الإنسان هو مصدر الإزعاج الوحيد للطبيعة، فكلما تقدمت الطاقات البشرية كان ذلك على حساب تلوث كوكبنا، وهذا ما أكدته منظمة الأمم المتحدة في بيان سبب التغير المناخي أنه بسبب الإفراط البشري في استخدام الطاقة كالنفط والفحم وغيرها. وفي الحقيقة بأن تغير المناخ له آثار ضارة على كوكب الأرض كارتفاع وتيرة الظواهر المناخية وبلوغها الحد الأقصى وزيادة الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات والأعاصير وموجات الحر، والجفاف، ونقص الماء والغذاء، وانتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة بسرعة كبيرة، وكل هذه الظواهر تؤثر بالفعل في حياة البشر. فهذه الظواهر تؤثر في استمتاع الإنسان بحياته على كوكبنا الواسع وتجد حقوق البشر مهددة في أي لحظة. وتعلمون أن حقوق الإنسان على كوكب الأرض متنوعة ومتشعبة، أهمها: الحق في الحياة، يليها حق السكن في مأوى آمن متكامل، وكذلك الحصول على الماء والغذاء النظيف والحق في العلاج والخدمات الصحية وحق الإنسان في التعليم والتطوير والعمل والتنمية الذاتية.. كل هذه الحقوق تهددها التغيرات المناخية وما يلحق بها من كوارث. ولا نغفل أن الدول المتقدمة تقنيًّا وصناعيًّا وتجاريًّا هي التي تُسهِم بالنصيب الأكبر في تلوث الكوكب بانبعاثات الغازات الضارة، وعندما يتغير المناخ وتنشط الظواهر والكوارث تحل الخسائر بالدول النامية والمجتمعات التي تعيش في ظروف وأوضاع سيئة بالأساس، سواء تعاني الحروب أو الفقر أو سوء الأحوال المعيشية أو ضعف البنية التحتية أو الموقع الجغرافي الخطر.. هؤلاء لا يتسببون في تلوث الكوكب كغيرهم من المجتمعات المتقدمة، ومع ذلك يتعرضون لمخاطر جسيمة من جرَّاء تغيرالمناخ؛ لأن الظواهر لا تفرق بين مناطق وأخرى. قطر سبَّاقة دائماً لخدمة ودعم حقوق الإنسان بفضل الله سبحانه ثم بفضل الجهود التي تبذلها دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، حيث نلاحظ اهتماماً واضحاً في خطابات سمو الأمير في المحافل المحلية والإقليمية والعالمية، ونلمس هذا الاهتمام من خلال جهود دولة قطر في مجال حقوق الإنسان، ونلاحظ أن هذا المؤتمر يحظى باهتمام رفيع المستوى حيث أقيم تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، ونظرًا لخطورة هذا الأمر وتداعياته على المنطقة في المدة الأخيرة، نظمت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان مؤتمر التغيرات المناخية وحقوق الإنسان بالتعاون مع جهات دولية لبحث سبل الحد من التغيرات، وكذلك بحث التصدي لها ومواجهة الكوارث وسبل النجاة وتخفيف آثار الكوارث إن وُجدت، لا قدر الله، وتأكيد حقوق الإنسان حال الكوارث وسبل الدعم المتكامل التي تكفل حياة كريمة للمتضررين من جرَّاء التغير المناخي ووقوع الكوارث وكيفية تعويضهم عن الخسائر التي تحل بهم.. كل هذا وأكثر يتناوله مؤتمر التغيرات المناخية بدولة قطر والذي نتج عنه البيان الختامي وتلك المحاور المهمة التي تخدم حقوق الإنسان على مستوى العالم. شكر وتقدير إلى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر نقدم الشكر والتقدير إلى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر والشكر موصول لجميع القائمين على هذه اللجنة وجميع المتعاونين وجميع المشاركين، على الجهود التي بذلوها والتي لمستها أنا شخصياً من خلال مشاركتي في هذا المؤتمر ولمسها الجميع كذلك، حيث يعتبر المؤتمر ناجحاً بكل تميز وجدارة واستحقاق، وهذا يدل على فريق عمل متفاهم ومنسجم ومتطور في خدمة حقوق الإنسان في دولة قطر الحبيبة والذي يسعى إلى خدمة الإنسانية في العالم أجمع. نسأل الله تعالى أن يوفق القائمين على هذا العمل المبارك ويجزيهم خير الجزاء. ونطمح إلى نتائج مؤثرة وفعالة من خلال البيان الختامي الذي تم إصداره في نهاية المؤتمر، والذي سيكون له الأثر الإيجابي على التغيرات المناخية وحقوق الإنسان في العالم أجمع بإذن الله.